الملاكمة تعود إلى الأولمبياد قرار تاريخي يُنهي سنوات من الصراعات

أعلن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ عن خطوة كبيرة بإعادة الملاكمة رسميًا إلى برنامج الألعاب الأولمبية في أولمبياد لوس أنجلوس 2028 يأتي هذا القرار بعد سنوات من التوترات والصراعات التي أثرت على مكانة هذه الرياضة في الحركة الأولمبية وعلى الرغم من أن القرار لا يزال بحاجة إلى موافقة الجمعية العمومية للجنة الأولمبية الدولية خلال اجتماعها المقبل في اليونان إلا أن باخ أعرب عن ثقته الكبيرة في تصديق الأعضاء عليه.

بعد اجتماع المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية أكد باخ أن إدراج الملاكمة في أولمبياد لوس أنجلوس كان "القرار الوحيد الذي تم اتخاذه" مشير إلى أهمية هذه الخطوة لإعادة الملاكمين من جميع أنحاء العالم إلى المنافسة الأولمبية وقال باخ: "سيكون لدى ملاكمي العالم الآن اليقين بأنهم سيشاركون في أولمبياد لوس أنجلوس 2028".

ويعكس هذا الإعلان جهود متواصلة لإنهاء سنوات من الاضطرابات التي شهدتها رياضة الملاكمة حيث تم استبدال الاتحاد الدولي للملاكمة (IBA) المحظور منذ عام 2019 بهيئة جديدة تعرف باسم "الهيئة العالمية للملاكمة" (World Boxing). الهيئة الجديدة التي تأسست في عام 2023 تضم تحت مظلتها 78 اتحاد بما في ذلك دول كبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان.

شهدت الملاكمة أزمة طويلة الأمد بين اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي للملاكمة بقيادة الروسي عمر كريمليف الذي ارتبط اسمه بالمخاوف السياسية والنزاعات التنظيمية في عام 2019 تم استبعاد الاتحاد الدولي للملاكمة من الحركة الأولمبية بسبب مخالفات مالية وإدارية مما أدى إلى غياب الملاكمة عن دورتي طوكيو 2021 وباريس 2024 بشكل رسمي رغم أن اللجنة الأولمبية الدولية تدخلت لإدارة البطولات المؤهلة لهذه الدورات.

واليوم مع تشكيل الهيئة العالمية للملاكمة يبدو أن هناك فرصة حقيقية لإعادة بناء الثقة مع اللجنة الأولمبية الدولية وأوضح باخ أن الانضمام إلى الهيئة الجديدة سيكون مرهون بمواعيد التصفيات المؤهلة والتي تختلف من دولة لأخرى وقد تستمر حتى فترة قريبة من الألعاب الأولمبية.

كان أولمبياد باريس 2024 نقطة خلاف أخرى بين اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي للملاكمة خاصة فيما يتعلق بقضية الهوية الجنسية للملاكمتين الجزائرية إيمان خليف والتايوانية لين يو-تينغ زعم الاتحاد الدولي أن الاختبارات الجينية تشير إلى أنهما ذكور لكن اللجنة الأولمبية الدولية سمحت لهما بالمشاركة بناء على جوازي سفرهما الرسميين.

فازت إيمان خليف بالميدالية الذهبية في وزن 66 كجم مؤكدة أنها "امرأة مثل أي امرأة أخرى" بينما حققت لين يو-تينغ الميدالية الذهبية أيضًا في وزن 57 كجم هذه القضية أثارت تساؤلات حول مصداقية الاختبارات التي أجراها الاتحاد الدولي وأظهرت الحاجة إلى نظام أكثر شفافية وعدالة.

مع اعتماد الهيئة العالمية للملاكمة كجهة دولية مسؤولة عن إدارة اللعبة يبدو أن الملاكمة تستعد لاستعادة مجدها الأولمبي. الهيئة الجديدة تحظى بدعم عدد كبير من الدول الكبرى ما يعزز فرص نجاحها في توحيد الرياضة وتنظيمها بشكل أفضل كما سيتم إشراف الهيئة على أولمبياد الشباب المقرر إقامته في السنغال إلى جانب دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس.