طرق حماية الطفل من التحرش
الدكتورة نورهان أمين تكشف لـ"ترند ريل" طرق حماية الطفل من التحرش

حالة من الجدل أثارتها وقائع التحرش المتكررة والتي انتشرت في الآونة الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولعل آخرها حادث التعدي على الطفل ياسين في مدرسة شهيرة بمحافظة البحيرة.
وهذا ما خلق حالة من القلق الشديد لدى الأمهات ودفعهن للبحث عن طرق تساعدهم في خلق بيئة نفسية آمنة للطفل، تشجعه على التحدث بصراحة حول المواقف السيئة التي يتعرض لها، وحمايتهم من التحرش.
وفي هذا الصدد تحدث "ترند ريل" إلى الدكتورة نورهان أمين، استشاري علم نفس الطفل، جامعة عين شمس، عن طرق حماية الطفل من التحرش، وكيفية اكتشافه.
دور الأم في حماية الطفل من التحرش
1- التحدث إلى الطفل عن خصوصية المنطقة الخاصة وأنه لا يجب على الإطلاق كشفها أو لمسها أمام أي شخص حتى الأم.
2- التدرج في تثقيف الطفل عن أعضاء جسمه المختلفة، منذ بدء قدرته على التحدث والتعبير عن نفسه.
3- التحدث مع الطفل ومشاركته في كافة تفاصيل يومه بهدوء دون هجوم متواصل أو عقاب بدون مبرر لخلق مساحة من الراحة النفسية والثقة المتبادلة بين الأم وطفلها منذ صغره، وذلك حتى يشعر الطفل بالاطمئنان لمشاركة والدته أي شيء يحدث معه في الخارج.
4- عدم السماح للطفل بالتواجد مع أطفال سواء من الولاد أو البنات بمفردهم على الإطلاق وجعلهم تحت المراقبة باستمرار، فذلك قد يدفعهم إلى تجربة ألعاب جنسية بدافع الاستكشاف.
5- منع الطفل تمامًا من الدخول إلى الحمام أو الاستحمام مع أي شخص مهما كان حتى وإن كان أخوه.
6- وكذلك يجب منع الطفل تمامًا من تبديل ملابسه أمام أي شخص مهما كان، والحرص على غلق باب غرفته الخاصة أثناء تبديل الملابس حتى يتعلم الخصوصية والحدود.
7-منع الطفل من التواجد بمفرده مع أي شخص مهما كان في مكان مغلق دون رقابة.
8- مشاركة الأهل للطفل عند مشاهدة التلفزيون أو فيديوهات الإنترنت لتجنب أي محتوي غير مرغوب فيه وعلى الأهل فتح مجال لمناقشة المحتوى المشاهد حسب المرحلة العمرية للطفل .
دور الطفل في حماية نفسه من التحرش
أكدت الدكتورة نورهان أمين، أن دور الأم أساسي في تركيز الطفل على حدوده وخصوصيته، وعدم جعل أحد يجترئ على لمسه أو الاقتراب منه بطريقة سيئة، ويجب البدء في تثقيف الطفل منذ 4 سنوات والحديث معه بكلمات مناسبة لعمره.
وعلى الوالدين وخاصة الأم تدريب الطفل منذ هذا السن وتدريجيا على كيفية حماية الطفل لنفسه وجسمه وحدوده وخصوصيته تجنبا لأي حادث تحرش أو اعتداء، ويتم التدريب وفقا للإرشادات التالية:
1- عدم السماح لأي شخص مهما كان حتى وإن كان من الأسرة سواء اخ أو اب أو خال أو عم، بلمس المنطقة الخاصة وإن حدث ذلك يصرخ سريعًا ويبلغ الأم أو الأب.
2- التحدث مع الأم ومشاركتها تفاصيل يومه، دون خوف، والعلم أن الأم والأب هم فقط مصدر الأمان والدفاع عن الطفل في أي تعدي قد يتعرض له.
3- الالتزام بالخصوصية عند تبديل الملابس، وعدم السماح بتبديلها أمام أي شخص على الإطلاق.
4- عدم السماح لأي شخص أن يقبله أو يعانقه بطريقة غير مقبولة والصراخ فور حدوث ذلك.
5- سرعة إخبار الأم أو الأب بأي شخص قد يجرؤ على فعل أي تصرف غير مناسب لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
علامات تكشف تعرض الطفل للتحرش
أكدت نورهان أمين، أن أي أم تكون على دراية بطبيعة طفلها وسلوكه، وعاداته، لذا فعند ملاحظة أي تغيير في تلك العادات أو السلوكيات يجب التحدث إليه على الفور.
كما يجب مراقبة مشاعر الطفل، فإذا تم ملاحظة تغييرات ملحوظة في نفسيته، ورغبته الملحة في الانغلاق على نفسه، أو حزنه غير المبرر، فهنا أيضًا يجب التحدث إلى الطفل.
الانتباه لشكوى الطفل من أي شخص وأخذها في عين الاعتبار، وكذلك إذا تم ملاحظة أن الطفل يرفض الذهاب للمدرسة باستماتة، أو يشكو من زميل أو مدرس، وكذلك يجب الانتباه إذا كان الطفل يعاني من إمساك متكرر أو مغص او عرض جسدي ليس له سبب عضوي واضح فقد يرجع إلى سبب نفسي ، فهنا يفضل عرضه للكشف الطبي.
ماذا لو تعرض الطفل للتحرش
أما في حال تعرض الطفل بالفعل لواقعة تحرش، فهنا يجب التحدث مع الطفل برفق وتقديم الدعم النفسي والعاطفي له واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة مع الشخص الذي قام بذلك، حتى يعلم الطفل أن ذلك التصرف مرفوض تمامًا، بل ويستحق العقاب الشديد، مما يجعل الطفل يسترجع ثقته بنفسه وتتكون لديه صوره ايجابيه عن ذاته التي قد تهتز في مثل هذه الحوادث التي لاتهتك فقط جسد الطفل بل أنها تهتك نفسه وذاته وصورته وقوته الداخلية، وعليه فإن أهم ما يقدم للطفل في البداية هو الدعم الأسري ولكن يجب ايضا التوجه لطلب المساعدة من متخصصي العلاج النفسي والإرشاد الأسري حتى يتخطى الطفل والأسرة جميعها هذا الحدث بأمان وسلام.
وأوضحت الدكتورة نورهان أمين، أن ذلك التصرف يساعد الطفل على الشعور بالامان والحماية.
وأشارت أمين أيضًا إلى أن المتحرش قد يكون في دائرة العلاقات القريبة من الطفل، وهذا يستدعي التأكيد على دور التربية من البداية في حماية الطفل من التحرش أو الاعتداء.