ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

في ذكرى رحيل حسن مصطفى.. من مدرسة المشاغبين إلى قلوبنا

حسن مصطفى وعادل إمام
حسن مصطفى وعادل إمام

تمر اليوم ذكرى رحيل واحد من عمالقة الكوميديا العربية، الفنان الكبير حسن مصطفى، الذي غيّبه الموت في مثل هذا اليوم، لكنه لا يزال حاضرًا بأعماله الخالدة في ذاكرة الجمهور العربي، من المحيط إلى الخليج. 

لم يكن حسن مصطفى مجرد ممثل، بل كان مدرسة فنية متكاملة، وأحد الركائز التي بُنيت عليها الكوميديا المصرية الحديثة.

اشتهر الراحل بدوره الشهير كناظر المدرسة في المسرحية الأيقونية "مدرسة المشاغبين"، حيث وقف بثبات واحترافية أمام مجموعة من ألمع نجوم الكوميديا الصاعدين آنذاك: عادل إمام، سعيد صالح، يونس شلبي، أحمد زكي، وهاني رمزي. 

وعلى الرغم من صخب الطلاب وتمردهم في المسرحية، كان حسن مصطفى هو من يمسك بزمام المشهد، يضبط الإيقاع، ويفرض حضوره بخفة ظل لا تخلو من الحزم، ليصبح هذا الدور من أبرز معالم تاريخه الفني.

لكن مشوار حسن مصطفى لم يبدأ عند "مدرسة المشاغبين" ولم ينتهِ بها، بل امتد لسنوات طويلة قدم فيها عشرات الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية. 

كان يتمتع بقدرة نادرة على الانتقال السلس بين الأدوار الكوميدية والدرامية، فقد رأيناه في دور الأب، الصديق، الموظف البسيط، والرجل الحكيم، دائمًا بإحساس صادق وأداء فني متقن.

ولد حسن مصطفى في 26 يونيو 1933، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1957، انطلقت مسيرته من المسرح القومي ثم المسرح الكوميدي، قبل أن يتألق في السينما والتلفزيون. 

ومن أبرز أعماله "العيال كبرت"، "الزواج على الطريقة الحديثة"، "مراتي مدير عام"، و"يوميات ونيس"، كما ترك بصمة خاصة في برامج المقالب الشهيرة التي قدمها مع زوجته الفنانة ميمي جمال.

عرف الراحل بتواضعه الشديد، وحب زملائه له، واحترام الجمهور لأدائه، كان فنانًا لا يبحث عن البطولة المطلقة، بل عن الدور الجيد، ولذلك ظل اسمه مرتبطًا بالجودة، وظهوره علامة على نجاح العمل.

رحل حسن مصطفى عن عالمنا في 19 مايو 2015، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا ثريًا يصعب تعويضه.

وبرحيله، فقد الوسط الفني أحد أعمدته الراسخة، لكن أعماله ستظل تتردد في بيوتنا، تضحكنا وتبكينا، وتذكرنا دائمًا بأن الفنان الحقيقي لا يموت، بل يسكن قلوب محبيه إلى الأبد.

 

تم نسخ الرابط