في ذكرى سمير صبري.. النجم الذي جمع بين الفن والثقافة

تحلّ اليوم ذكرى رحيل الفنان الكبير سمير صبري، أحد أبرز رموز الفن والإعلام في مصر والعالم العربي، الذي رحل عن عالمنا في 20 مايو 2022، تاركًا خلفه مسيرة حافلة بالعطاء في مجالات التمثيل، والتقديم التلفزيوني، والإذاعة، والغناء، والثقافة.

ولد سمير صبري في 27 ديسمبر 1936 بالإسكندرية، وبدأ حياته الفنية مبكرًا، حيث تميز بصوته الواثق وثقافته الواسعة التي مكنته من العمل في الإذاعة باللغة الإنجليزية، قبل أن يلمع اسمه في التلفزيون المصري كمقدم برامج من الطراز الأول. وكان برنامجه الشهير "هذا المساء" من أبرز المحطات في مشواره الإعلامي، حيث استضاف فيه كبار النجوم والشخصيات العامة.
في السينما، شارك صبري في أكثر من 100 فيلم، تنوعت أدواره ما بين الكوميديا والتراجيديا والرومانسية، وترك بصمة واضحة في أفلام مثل "جحيم تحت الماء"، و"حب وكبرياء"، و"البحث عن فضيحة"، و"الناس اللي جوه". كما أسهم في إنتاج عدد من الأفلام، مؤمنًا بدوره في دعم صناعة السينما والمواهب الجديدة.

أما على خشبة المسرح وفي التلفزيون، فقد كان حضوره قويًا وجذابًا، حيث شارك في العديد من الأعمال الدرامية التي عكست عمق شخصيته وموهبته المتعددة، وكان يحرص دائمًا على انتقاء أدواره بعناية. وكان من بين أبرز مسلسلاته "حضرة المتهم أبي" .
لم يكن سمير صبري مجرد فنان، بل كان مثقفًا موسوعيًا، قارئًا نهمًا ومتابعًا للأحداث الثقافية والفنية، ما جعله نموذجًا للفنان الواعي المثقف.
وقد كتب في مذكراته عن كواليس الفن والسياسة والمجتمع، موثقًا مرحلة غنية من تاريخ مصر الفني والثقافي.

برحيل سمير صبري، فقدت الساحة الفنية رمزًا من رموز الجيل الذهبي، ورجلًا حمل على عاتقه مسؤولية تقديم فن راقٍ ومؤثر.
ورغم الغياب، لا يزال صدى صوته، وصورته الأنيقة، وكلماته الراقية حاضرة في وجدان الجمهور، لتبقى ذكراه خالدة في قلوب محبيه.