ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

سيدة الشاشة.. حكاية لا تنتهي في ذكرى ميلاد فاتن حمامة

فاتن حمامة
فاتن حمامة

في مثل هذا اليوم، وُلدت سيدة الشاشة العربية، الفنانة فاتن حمامة، أيقونة الرقي والأداء الراقي، وواحدة من أبرز نجمات الفن العربي في القرن العشرين. 

ورغم مرور سنوات على رحيلها، لا تزال ذكراها نابضة في قلوب جمهورها، وأعمالها حاضرة على الشاشات، تروي سيرة فنية وإنسانية لا تشبه سواها.

فاتن حمامة، المولودة في 27 مايو 1931 بمحافظة المنصورة، بدأت رحلتها الفنية وهي لم تتجاوز التاسعة من عمرها، حين اختارها المخرج محمد كريم للمشاركة في فيلم "يوم سعيد" إلى جانب الموسيقار محمد عبد الوهاب.

 ومنذ ذلك الحين، خطت بخطوات واثقة نحو النجومية، لتصبح لاحقًا "سيدة الشاشة العربية"، وهو اللقب الذي استحقته عن جدارة.

قدّمت فاتن حمامة خلال مسيرتها أكثر من 100 عمل سينمائي وتلفزيوني، تميّزت فيها بأدائها السلس والعميق، وقدرتها على تجسيد شخصيات مختلفة تنوعت بين الرومانسية والاجتماعية والسياسية، لم تكن مجرد ممثلة، بل كانت صوتًا نسائيًا تقدميًا، دافعت من خلال أفلامها عن حقوق المرأة، والعدالة، والحرية، كما في أفلام مثل أريد حلا والحرام ودعاء الكروان.

لم يكن تميزها محصورًا في الأداء فقط، بل امتد إلى اختياراتها الفنية الدقيقة وحرصها على تقديم أعمال تحمل رسائل وقيمة، وهو ما جعلها رمزًا للفن الهادف، وجعل من أفلامها وثائق فنية واجتماعية تعكس تحولات المجتمع المصري والعربي في النصف الثاني من القرن الماضي.

إلى جانب تألقها الفني، شكّلت حياتها الشخصية أيضًا محط اهتمام الجمهور، خصوصًا زواجها من الفنان العالمي عمر الشريف، الذي شكّلت معه ثنائيًا فنيًا وإنسانيًا فريدًا، قبل أن ينفصلا لاحقًا.

 ورغم الشهرة والنجومية، عُرفت فاتن حمامة بتواضعها وثقافتها وحرصها على الابتعاد عن الأضواء في حياتها الخاصة.

رحلت فاتن حمامة عن عالمنا في 17 يناير 2015، لكن ذكراها لا تزال حية، تعيش في قلوب محبيها وفي وجدان السينما العربية التي وضعت فيها بصمة لا تُنسى. 

وفي كل عام، تتجدد الذكرى، ويعود الحديث عنها كأنها لا تزال بيننا، بابتسامتها الهادئة وصوتها الدافئ وأدائها الذي لا يعرف الزمان.

سيدة الشاشة.. حكاية لا تنتهي، لأنها كانت وما زالت عنوانًا للمرأة الفنانة المثقفة، وللسينما التي تحترم جمهورها، وللحلم الذي صار واقعًا على يد فتاة صغيرة من المنصورة، آمنت بالفن، فخلّدها.

تم نسخ الرابط