ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

في ذكرى رحيل عبد الله محمود.. فنان رحل مبكرًا وترك أثرًا لا يُنسى في قلوب محبيه

عبد الله محمود
عبد الله محمود

تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان عبد الله محمود، ذلك الوجه الهادئ والصوت الدافئ الذي ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن العربي، رغم رحيله المبكر الذي صدم الوسط الفني وجمهوره على حد سواء، فقد غيّبه الموت عن عالمنا في التاسع من يونيو عام 2005، بعد صراعٍ مرير مع المرض، لكنه ظل حيًا بأعماله وذكراه الطيبة التي يخلدها محبوه حتى اليوم.

ولد عبد الله محمود في 6 ديسمبر 1964، وبدأ مشواره الفني في فترة مبكرة من عمره، حيث التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وأظهر منذ بداياته موهبة متميزة وملامح وجه معبرة جعلته قريبًا من قلوب المشاهدين.

 قدّم خلال مشواره الفني عددًا من الأعمال التي تنوعت بين السينما والدراما التلفزيونية، وتميزت بالأدوار الهادئة والرومانسية، كما أجاد تجسيد الشخصيات الشعبية والدرامية بروح صادقة وعفوية.

من أبرز أعماله التي لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور: "الطوق والإسورة"، "إسكندرية كمان وكمان"، "الزمن الجميل"، "الضوء الشارد"، و"الوداع يا بونابرت"، حيث كان يتمتع بحضور خاص وخفة ظل، جعلته محط إعجاب النقاد والمخرجين.

 أصيب عبد الله محمود بمرض السرطان، ليبدأ رحلة علاج طويلة وشاقة، لم تفقده عزيمته ولا حبه للفن، والغريب أن آخر أعماله التي لم يُكملها كان فيلمًا يحمل اسم "واحد كابتشينو"، والذي أصر على استكماله رغم تدهور حالته الصحية، ليكون رسالة وداع أخيرة لجمهوره ومحبيه.

عُرف عن عبد الله محمود تواضعه الشديد وحبه للخير، وكان مثالًا للفنان المثقف والواعي، الذي يقدّر قيمة الفن ويؤمن بدوره في التغيير والتنوير. 

لم يكن يسعى للشهرة بقدر ما كان يسعى لتقديم عمل فني محترم يرضي ضميره ويترك أثرًا طيبًا في نفوس الناس.

ورغم مرور 20 عامًا على وفاته، إلا أن اسمه لا يزال يتردد كلما ذُكرت فئة الفنانين الذين رحلوا في صمت، وتركوا بصمات لا تمحى. 

فكل عام في مثل هذا اليوم، يحرص جمهوره ومحبو الفن الأصيل على استعادة ذكرياته، ومشاهدة أعماله، واستذكار أخلاقه الرفيعة وموهبته النادرة.

رحل عبد الله محمود جسدًا، لكن حضوره الإنساني والفني لا يزال حيًا بيننا، يشهد على فنان أحب فنه وجمهوره بصدق، ورحل مبكرًا قبل أن يكمل مسيرته التي كانت تعد بالكثير.

تم نسخ الرابط