إليسا تعلن فسخ اتفاقية التوزيع مع شركة وتري ,
في خطوة قانونية بارزة تشكل سابقة في مجال حماية الحقوق الفنية والأدبية في العالم العربي، أصدرت الغرفة التجارية في محاكم دبي، بتاريخ 16 يونيو 2025، حكمًا نهائيًا لصالح الفنانة اللبنانية إليسا ضد شركة “وتري” المتخصصة في توزيع المحتوى الرقمي.
وبموجب هذا الحكم، تم فسخ اتفاقية التوزيع الموقعة بين الطرفين بتاريخ 12 أغسطس 2023، ومنع الشركة من نشر أو توزيع أغنيتي “أول دقيقة” و“أنا وبس”، وذلك بعد ثبوت وقوع تعدٍ على حقوق الفنانة الفنية والأدبية، خصوصًا من خلال التعامل مع أغنية “وبطير”، التي اعتبرتها المحكمة تمثل انتهاكًا صريحًا لتلك الحقوق.
القرار الصادر عن القضاء الإماراتي لم يقتصر على فسخ العقد فحسب، بل ألزم شركة وتري بـ تسليم كافة مفاتيح الوصول إلى المنصات الرقمية التي كانت تستخدمها لتوزيع محتوى إليسا، بما في ذلك فصل نفسها كليًا عن قناتها الرسمية على موقع “يوتيوب”، مما يعني استعادة الفنانة اللبنانية سيطرتها الكاملة على محتواها الرقمي ومداخلها عبر المنصة.
ويُنظر إلى هذا الحكم كخطوة متقدمة ومؤثرة في ترسيخ حقوق الفنانين في العالم الرقمي، لا سيما في ظل تزايد الانتهاكات التي يتعرض لها الفنانون بسبب سوء استخدام العقود أو التوزيع الإلكتروني غير المرخّص به، وهو ما يجعل هذا القرار مثالًا يحتذى في المنطقة العربية.
النجاح القانوني لإليسا تحقق بجهود مشتركة بين مكتب مارك حبقة ومشاركوه في لبنان، ومكتب تميمي ومشاركوه في دبي، حيث بذل الفريقان جهدًا قانونيًا مكثفًا لإثبات حقوق الفنانة وكشف التجاوزات المرتكبة من قبل شركة “وتري”، التي كانت قد حصلت على حقوق التوزيع لكنها تجاوزت الشروط المتفق عليها.
ورغم صدور الحكم النهائي في الإمارات، ما زالت عدة دعاوى عالقة أمام القضاء اللبناني تتعلق بالقضية نفسها، ما يدفع كثيرين إلى طرح تساؤل مشروع:متى يحذو القضاء اللبناني حذو القضاء الإماراتي في حسم النزاعات الفنية، لا سيما تلك المتعلقة بحقوق الفنانين في الفضاء الرقمي؟
ويأمل الوسط الفني اللبناني والعربي أن تشكل هذه القضية نقطة تحول نحو مزيد من التنظيم والحماية القانونية للملكية الفكرية الرقمية، ودرسًا توعويًا للفنانين في كيفية إدارة حقوقهم التوزيعية بعناية.
بهذا الانتصار القانوني، تفتح إليسا صفحة جديدة من التحكم الكامل بمسيرتها الرقمية، وتوجه رسالة قوية بأن الفن لا يُستباح، وأن القانون قادر على رد الحقوق لأصحابها، مهما طال الزمن