قبل انطلاقها الليلة.. تفاصيل مسرحية"الملك لير" لـ يحيى الفخراني

في لحظة طال انتظارها من عشاق المسرح يعود الفنان الكبير يحيى الفخراني إلى خشبة المسرح القومي لتقديم أحد أعظم النصوص التراجيدية في الأدب العالمي، مسرحية "الملك لير" لشكسبير، في نسخة إنتاجية ضخمة تعد الأضخم في تاريخ البيت الفني للمسرح.
العودة ليست مجرد تجسيد جديد لدور كلاسيكي، بل احتفاء بمسيرة مسرحية ممتدة، ومسؤولية كبرى لعمل ضخم بحجم "الملك لير" برؤية فنية معاصرة تواكب تطلعات جمهور المسرح في مصر والعالم العربي.
إقبال غير مسبوق على تذاكر "الملك لير"
شهدت تذاكر العرض إقبالا قياسيا منذ اللحظة الأولى لفتح شباك الحجز، إذ نفدت تذاكر الأسبوع الأول بالكامل قبل العرض الافتتاحي المقرر مساء اليوم الثلاثاء، ما يعد مؤشرا قويا على الحفاوة الجماهيرية بعودة يحيى الفخراني للمسرح.
المسرحية تتصدر قائمة العروض الأكثر طلبا في الموسم المسرحي الحالي، في وقت تبحث فيه إدارة المسرح القومي إمكانية تمديد فترة العرض استجابة للطلب الكبير.
كما تلقت إدارة المسرح عروضا من مهرجانات عربية لاستضافة العرض في عدد من الدول، سيتم الإعلان عنها لاحقا، في خطوة تؤكد مكانة المسرحية والنجم الكبير على الساحة الثقافية العربية.
"الملك لير" برؤية جديدة وإنتاج غير مسبوق
يقدم المخرج شادي سرور رؤية إخراجية جديدة للنص الشكسبيري، معتمدا على ترجمة الدكتورة فاطمة موسى، التي تعد من أبرز من قدموا أعمال شكسبير بلغة عربية رصينة وأمينة للنص الأصلي.
ويعد هذا الإنتاج هو الأكثر ضخامة في تاريخ عروض البيت الفني للمسرح، سواء من حيث تصميم الديكور، الملابس، أو العناصر الفنية المصاحبة، حيث جرى توظيف تقنيات حديثة في الإضاءة والمؤثرات الصوتية والبصرية، في تجربة تهدف إلى تقديم عمل كلاسيكي بحلة تليق بجمهور اليوم.
نخبة النجوم يشاركون الفخراني في بطولة العرض
إلى جانب الفخراني، تضم المسرحية فريقا تمثيليا مميزا من نجوم المسرح، في مقدمتهم طارق الدسوقي، عادل خلف، تامر الكاشف، ريم عبد الحليم، طارق شرف، محمد العزايزي، ومحمد حسن، ما يعكس حرص صناع العمل على المزج بين الخبرة والحيوية في تقديم الشخصيات المعقدة التي تزخر بها المسرحية.
للمرة الثالثة... الفخراني يرتدي تاج "لير"
تشكل هذه النسخة الظهور الثالث ليحيى الفخراني في دور الملك لير، إذ سبق أن جسده للمرة الأولى عام 2001 على نفس المسرح القومي، ثم أعاد تقديمه عام 2019 في إنتاج خاص لاقى نجاحا كبيرا.
لكن هذه المرة تختلف عن سابقتيها، إذ تأتي في توقيت بالغ الخصوصية بعد سنوات من الغياب، وفي ظل حالة من التعطش الجماهيري للفن الراقي، ما يمنح العرض طابعا احتفاليا وتجريبيا في آن واحد.
تراجيديا الملك... وأصداء إنسانية تتجاوز الزمن
المسرحية تدور أحداثها حول ملك عجوز يقرر تقسيم مملكته بين بناته الثلاث بناء على مدى تعبيرهن عن حبهن له، و لكن حكمه العاطفي يفضي إلى كارثة إنسانية حين يكافئ النفاق ويعاقب الصدق، ليكتشف متأخرا خيانة من منحهن كل شيء، ويدفع ثمن قراره فقدانا للسلطة والكرامة وحتى العقل.
ولا تعد مسرحية "الملك لير" مجرد قصة ملك خذلته بناته، بل هي مرآة لغرور البشر، وخداع الأقنعة، ومأساة الاعتراف المتأخر بالحقيقة، إنها واحدة من النصوص النادرة التي تلامس جوهر الإنسان وصراعاته الأخلاقية، وتجد صداها في كل زمان ومكان.
بعودة "الملك لير" إلى المسرح القومي، يعود يحيى الفخراني ليؤكد مجددا مكانته كأحد أعمدة المسرح العربي، بفنه الرفيع وقدرته الفريدة على التعبير عن أعمق المشاعر الإنسانية بأسلوب لا يشبه سواه.