رامي العلي يسجل اسمه كأول مصمم سوري على الجدول الرسمي لأسبوع باريس للأزياء الراقية

في لحظة استثنائية تعكس سنوات من المثابرة والإبداع، دخل المصمم السوري المقيم في دبي، رامي العلي، التاريخ بتقديمه مجموعته لهوت كوتور لخريف وشتاء 2025/2026 على الجدول الرسمي لاتحاد الأزياء الراقية في باريس (Fédération de la Haute Couture et de la Mode)، ليصبح أول مصمم سوري يتم إدراجه رسميًا ضمن نخبة المصممين العالميين في هذا الحدث المرموق.
ورغم أن العلي لطالما عرض تصاميمه بشكل مستقل في العاصمة الفرنسية، إلا أن هذه الدعوة تشكل اعترافاً رسمياً بقيمة أعماله وحرفيته العالية، من قبل أرفع جهة تنظيمية في عالم الهوت كوتور.
“الاتحاد يتابع عن كثب تطور المصممين من حيث الاستمرارية والهوية الحرفية والأصالة، وهذا التقدير هو ثمرة حوار طويل بين عملي وبين قيم الأزياء الراقية”، يقول العلي في احدي تصريحاته الإعلامية .
وقد رافق هذا الإنجاز مشاعر مختلطة عبّر عنها المصمم قائلاً:
“شعرت بالفخر والمسؤولية والخوف بعض الشيء، ولكن الأهم أنني شعرت بالسعادة العميقة. كوني سوريًا، جاء هذا الاعتراف في توقيت مشرق لبلدي، في ظل التغييرات الإيجابية التي تلوح في الأفق.”
المجموعة الجديدة جاءت بمثابة تحية لتاريخ الحرف السورية الغني، لكنها لم تكن تقليدية أو حرفية بمعناها المباشر، بل قدم العلي رموز التراث السوري من خلال عدسة فنية حديثة. استخدم تقنيات مثل تطعيمات الخشب التقليدية، والزخارف النحاسية، وتطريزات قديمة بأسلوب عصري، لترجمة روح بلاده في قصّات وهياكل فنية متقنة.
ومن أبرز الإطلالات التي لفتت الأنظار:
فستان سهرة بلون ذهبي خافت، بدا وكأنه منسوج من خيوط الذهب السميكة. تميز بفتحة صدر عميقة وصدرية بتصميم منحوت، مزينة بتقنية “كاناج” مستوحاة من الأعمال اليدوية، قبل أن تنساب الخيوط الذهبية من الخصر بشكل يشبه السائل المتحرك.
فستان أسود أنيق بتفاصيل معمارية، زُيّن بزخارف نغميّة وتألّق بطبقة عليا منحنية تنسدل حول الكتفين، مُشكّلة إطاراً نحتياً راقياً.
تصميم شفاف بحمالات متشابكة عند الظهر، زيّن بالكريستال الأزرق، عكس خفة وأناقة حالمة.
ولكن لا يرى العلي أن دخوله الرسمي إلى روزنامة باريس هو نهاية المطاف، بل يعتبره بداية فصل جديد، قائلاً:
“وجودي على الجدول الرسمي يسمح لي بإيصال صوتي إلى جمهور أوسع، لكنه أيضًا يحتم عليّ البقاء مخلصًا لهوية علامتي.”
ويؤكد: “رسالتي للمصممين العرب الشباب هي أن التميز يتجاوز كل الحدود. ابقوا أوفياء لرؤيتكم، واعملوا بجد، واحترموا جذوركم. باريس ستنصت. العالم سيسمع.”
رامي العلي يسعى إلى بناء جسر مستمر بين غنى التراث العربي ورقي الأزياء الراقية المعاصرة، مؤمنًا بأن الأصالة هي أساس الإبداع، وأن صوته كفنان من الشرق الأوسط أصبح اليوم أقوى من أي وقت مضى.












