رغم التحديات تيم كوك يتجه لتمديد قيادته لأبل حتى العقد المقبل

مع تصاعد الضغوط على شركة "أبل" من كل الاتجاهات يبدو أن تيم كوك لا ينوي التخلي عن مقعده كرئيس تنفيذي للشركة العملاقة قريباً فرغم بلوغه سن الـ64 عام وعدم وجود خلف واضح المعالم أظهر مجلس إدارة "أبل" دعم كامل لاستمراره في القيادة ما يشير إلى احتمال استمرار حكمه للشركة حتى نهاية العقد الحالي أو حتى الدخول في العقد الجديد .
تواجه "أبل" اليوم تحديات متعددة تهدد موقعها المهيمن في سوق التكنولوجيا العالمي فبينما تتصاعد الانتقادات حول تأخرها في سباق الذكاء الاصطناعي تسجل مبيعات آيفون انخفاض ملحوظ في الصين إحدى أسواقها الرئيسية كما تراجع أداؤها المالي هذا العام بنحو 16% مما زاد من الشكوك حول استراتيجياتها المستقبلية.
لكن الأمور ليست مثالية داخل "أبل" فالشركة تواجه أزمة تقدم الأعمار في صفوف قياداتها الكبار جيف ويليامز الرئيس التنفيذي للعمليات وأقرب مساعدي كوك سيتقاعد في 2025 وهو ما يترك فجوة قيادية كبيرة وعدد كبير من كبار المسؤولين مثل المدير المالي لوكا مايستري ورئيس التسويج جريج جوسوياك إما في سن التقاعد أو قريبين منه.
كما غادر دان ريتشيو منصبه وسيغادر فيل شيلر قريباً مما يثير التساؤلات حول غياب خطة واضحة للخلافة
وبحسب ما ذكرته وكالة "بلومبرغ" فإن إعادة الهيكلة الداخلية شملت تعيين سبيه خان كرئيس جديد للعمليات وكيفان باري كمدير مالي جديد لكن لا ينظر لأي منهما كمرشح محتمل لتولي المنصب الأعلى.
الاسم الأبرز حالياً لخلافة كوك هو جون تيرنوس رئيس قسم الأجهزة والذي يمتلك خبرة طويلة داخل الشركة تمتد لأكثر من 20 عام ويتميز بتركيزه القوي على المنتجات وهي صفة يراها كثيرون ضرورية لرئيس تنفيذي جديد.
واحد من أبرز التحذيرات التي بدأت تخرج إلى العلن جاءت من إيدي كيو رئيس الخدمات في الشركة الذي حذر داخلياً من أن "أبل تخاطر بأن تصبح بلاك بيري التالية إذا لم تتحرك بسرعة" هذه الكلمات تعكس قلق حقيقي داخل الشركة من أن ثقافة الابتكار والتصميم التي كانت هوية "أبل" بدأت تتآكل.
لم تقف الأمور عند حدود القيادة فقط بل بدأت "أبل" بإعادة هيكلة داخلية شاملة حيث
تم تفكيك فريق Vision Pro ودمجه ضمن أقسام البرمجيات والأجهزة.
أعيد تنظيم فرق Siri والروبوتات .
أصبحت فرق التصميم تحت إشراف مباشر من آلان داي ومولي أندرسون .
انتقلت مسؤولية Apple Watch والتقنيات الصحية إلى كريغ فيدريغي .
انضمت خدمة Fitness+ إلى قسم الخدمات.
تم نقل فريق AppleCare إلى إدارة سبيه خان .
وتواصل مجموعة الصين تقاريرها المزدوجة لكوك وخان.
مع تصاعد التحديات يدور نقاش داخلي حول احتمال الاستحواذ على شركة رائدة في الذكاء الاصطناعي ليس فقط لتعزيز القدرات التقنية بل ربما لفتح صفحة جديدة في القيادة عبر اختيار مدير تنفيذي من خارج المنظومة.
رغم أن هذا السيناريو يبدو بعيد نسبياً بالنظر إلى طبيعة "أبل المحافظة" إلا أنها قامت بتجارب على شركات مثل Perplexity وتدرس بجدية الاستحواذ على Mistral الفرنسية.
لكن في الوقت الحالي يبدو أن تيم كوك باقي في الصورة لسنوات قادمة والجميع ينتظر لمعرفة إن كانت "أبل" ستثبت أنها قادرة على التجدد من الداخل أم أنها ستدخل مرحلة من الركود المؤسسي تشبه ما حدث مع عمالقة سقطوا قبلها.