ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

جين بيركين في الذاكرة.. من رمز الأناقة الباريسية إلى مصدر إلهام لأشهر حقيبة في تاريخ الموضة

جين بيركن
جين بيركن

في مثل هذا اليوم، تستعيد ذاكرة الموضة والثقافة رحيل واحدة من أعظم رموز الأناقة في القرن العشرين: جين بيركين، الفنانة والمغنية والممثلة البريطانية التي تبنّتها باريس، لتتحول هناك إلى أيقونة خالدة تمثل البساطة الراقية والأسلوب المتحرر.

عرفت بيركين بجمالها الطبيعي الذي لم يخضع لاعتبارات التجميل السائدة، وبأسلوبها الذي كسر قواعد الموضة التقليدية، وجعل من “اللا مجهود” فلسفةً للأناقة. 

لم تكن تبحث عن الإبهار، بل تركت لمظهرها وتفاصيلها اليومية أن تعكس شخصيتها العفوية، فصارت مرجعًا في الموضة لكل من أراد أن يحتفي بالأنوثة الهادئة والذوق البوهيمي الأنيق.

ومن أبرز اللحظات التي ربطت اسم بيركين بتاريخ الموضة إلى الأبد، تلك الواقعة الشهيرة في طائرة جمعتها بالرئيس التنفيذي لدار Hermès حينذاك، جان لوي دوما، مطلع الثمانينيات. 

كانت بيركن تسافر وتحمل سلة خوص كحقيبة يد، لتشتكي خلال الرحلة من عدم وجود حقيبة عملية وأنيقة تتسع لكل ما تحتاج إليه، ألهم حديثها دوماس لتصميم حقيبة جلدية جديدة، فاخرة وواسعة، حملت اسمها لاحقًا: “Birkin Bag”.

استوحى دوماس التصميم من حقيبة “Sac Haut à Courroies” الكلاسيكية التابعة لهيرميس، وأضاف إليها تعديلات تتوافق مع متطلبات بيركن الخاصة.

 وفي عام 1984، قُدّمت الحقيبة الأولى لها، والتي أصبحت تُعرف لاحقًا بـ”أوريجينال بيركين” – وهي النسخة النموذجية الفريدة التي تميزت بسبع خصائص تصميمية لم تُجمع مرة أخرى في أي من إصدارات “بيركين” التجارية اللاحقة.

تجدر الإشارة إلى أن النسخ المتوفرة اليوم من “حقيبة بيركين” لا تتضمن أياً من تلك السمات الأصلية مجتمعة، مما يجعل القطعة الأولى التي صُممت خصيصًا لجين بيركين ليست فقط نادرة، بل شاهدة على لحظة إبداع ولدت من الصدفة والحاجة، وتحولت إلى أسطورة في عالم الموضة.

تحوّلت الحقيبة إلى واحدة من أكثر الإكسسوارات شهرة ورغبة في العالم، ليس فقط بسبب جودة تصنيعها الحرفي وتصميمها الأنيق، بل لأن اسمها ارتبط بتلك الروح التي جسدتها بيركين: الحرية، والعملية، والجمال غير المتكلّف. 

واليوم، لا تزال الحقيبة رمزًا للمكانة والذوق الرفيع، بينما يُذكر اسم جين بيركين معها في كل مناسبة، وكأنها لم ترحل.

وفي ذكراها، لا نودّع جين بيركين بقدر ما نحتفي بإرثها، فهي لم تكن مجرد وجه جميل أو نجمة على الشاشة، بل ظاهرة إنسانية وثقافية شكّلت ذوق جيل كامل، وستظل مصدر إلهام لأجيال قادمة من النساء اللواتي يبحثن عن الأناقة التي تشبههن.

تم نسخ الرابط