ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

تصاميم جويل خراط… ميداليات تجسّد القوة والهوية بأسلوب معاصر

جويل خراط
جويل خراط

في عالم المجوهرات الفاخرة، حيث تتقاطع الموضة مع الفن، تبرز المصممة اللبنانية جويل خراط بأسلوب فريد لا يشبه أحدًا. 

فبينما يسعى البعض لمجاراة الصيحات، تسلك خراط طريقًا مختلفًا، حيث تدمج في تصاميمها بين البُعد الرمزي والبنية المعمارية، لتخلق قطعًا تحمل هوية قوية وشخصية مستقلة، تتمثل في مجموعتها الأيقونية “التوتيم” (Totem).

العمود الفقري للتصميم… بالمعنى الحرفي

تعتمد خراط في جوهر تصاميمها على فكرة العمود الفقري – ليس كتشبيه فحسب، بل كهيكل فعلي يتكوّن من ذهب عيار 18 قيراطًا، تتراص فوقه عناصر مختلفة مثل الخشب، واللؤلؤ، والأوبال، والألماس، فتتكوّن التوتيمات كأعمدة زخرفية متراصة تعبّر عن قوة متجذّرة، ودفء شخصي عاطفي، وقد قالت في إحدى تصريحاتها الإعلامية:

“كنت أرسم خطوطًا وأشكالًا دائرية بلا توقف”، تقول خراط بنبرة دقيقة وواعية: “كنت أبحث عن البنية… أنا رياضية التفكير، لكني أيضًا مبدعة”، تلك الثنائية تتجلّى في تصاميمها: منظمة، متوازنة، وتحمل طاقة أرضية.

من الجائحة إلى البصمة

بعد سنوات من العمل في مجال المجوهرات التجارية، وسابقة مهنية في “لوريال”، جاءت جائحة كوفيد-19 لتشكّل لحظة تأمل وإعادة توجيه. 

“الملل، وبيروت، والوحدة… كلها دفعتني للعودة إلى الرسم”، تروي خراط، ومن هذا الانقطاع، ولدت لغة تصميم جديدة: ستة عناصر قابلة للتبديل تنزلق على عمود مركزي، تجمع بين الحرفية والمعنى، وتحوّلت إلى توقيعها الخاص، بالصدفة تقريبًا.

“صمّمت أول توتيم لنفسي… ثم بدأت الطلبات تنهال”، تضيف ضاحكة: “قالت لي صديقاتي: لا تشتتي الفكرة، التزمي بها – ففعلت”.

أكثر من مجوهرات… توتيمات تعبّر عن الذات

رغم الخطوط الحادة لشخصيتها، تأتي توتيمات خراط بأسلوب انسيابي، شبه عضوي، يشبه مخلوقات خيالية مستوحاة من الطبيعة – مستديرة، ناعمة، ومرحة. 

تتنوع التصاميم بين عناصر الأرض والهواء والماء والنار، لكل منها رمزيته:

  • الأرض: خشب طبيعي يرمز إلى التوازن والثبات.
  • الهواء: ذهب خفيف يُشعرك بالتحليق.
  • الماء: لؤلؤ يعكس الهدوء وراحة البال.
  • النار: أوبال، فيروز، وملاكيت تمثل اللون والطاقة.

وتضيف خراط: “لا أحب القطع الصغيرة أو المتناهية في الصغر، إن أردت شيئًا، فليكن أكبر وأقوى”.

ضد الموضة… لكنها في قلب اللحظة

في زمن تتسابق فيه العلامات لإرضاء “العميل اللحظي”، تذهب جويل خراط في الاتجاه المعاكس: لا صيحات مؤقتة، بل هوية خالدة، تقول عنها هارييت ليندسي، مديرة المشتريات في متجر Aubade بالكويت: “توتيماتها غير مألوفة ولكن يسهل تنسيقها، عملاؤنا يحبون دمجها مع قطع غير متوقعة”. 

وتوافقها خراط: “أرتديها مع قطع فينتاج من بولغاري، إنها تتماشى مع كل شيء”.

هل تخشى أن تصبح أسيرة لهذا التصميم؟ “أبدًا”، تجيب بثقة: “التوتيم يشبه العمود الفقري… بإمكانك بناء ما تريدين حوله”.


جذور بيروتية… وإلهام عالمي

تستمد خراط إلهامها من نساء رائدات مثل سلوى روضة شقير وإلسا بيريتّي، وتدمج في أعمالها الروح المتوسطية والهوية الجماعية، وتقول بفخر: “ما نصمّمه في بيروت يملأني اعتزازًا… لم أكن لأحقّق ذلك من دون الفريق الرائع الذي ينفّذ رؤاي”.

في نهاية المطاف، تصف خراط التوتيم بأنه قطعة جامعة: “كل شيء في قطعة واحدة… بنية، متعة، وشيء يعكسني تمامًا”.

وختاما فإن مجوهرات جويل خراط ليست للزينة فقط، بل هي مرآة لهوية مركّبة، وصرخة جمال صامتة تدمج الفن بالروح، في عالم مجزّأ، تبني خراط أعمدتها الرأسية كدعوة إلى الوحدة، والثبات، والجمال العميق.

تم نسخ الرابط