ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

هل يمكن أن تكون المرأة نرجسية ؟.. كيف تختلف العلامات لدى النساء

الشخصية النرجسية
الشخصية النرجسية

في حين أن النرجسية تُرتبط تقليديًا بالرجال، إلا أن النساء أيضًا يمكن أن يُظهرن سلوكًا نرجسيًا، لكن بطريقة مختلفة وأقل وضوحًا. هذا ما سلّطت الضوء عليه خبيرة اضطراب النرجسية والمعالجة النفسية كاثلين ساكستون، التي أمضت سنوات في دراسة هذا الاضطراب وتأثيراته العائلية والعاطفية، وتناولت بالتفصيل في كتابها  "My Parent The Peacock".

كيف تفهم النرجسية

في مقال نشرته ساكستون بمجلة Stylist، أوضحت أن النرجسية غالبًا ما تُفهم من خلال عدسة ذكورية. فمعايير التشخيص الكلاسيكية مثل:

  • الشعور بالعظمة
  • الحاجة المستمرة للإعجاب
  • الافتقار إلى التعاطف

تتماشى عادةً مع سلوكيات يُنظر إليها على أنها ذكورية تقليدية، ونتيجة لذلك، فإن النرجسية عند النساء كثيرًا ما تمر دون تشخيص أو حتى دون ملاحظة.

قالت ساكستون:نقص الاعتراف السريري والفهم العام يعني أن العديد من النساء النرجسيات يبقين مختبئات في الظل.

السلوك النرجسي "الأنثوي"

تشير ساكستون إلى أن النرجسية لدى النساء في الواقع غطاء للتلاعب والسيطرة، فهي تقول لعقود، ارتبطت النرجسية بشكل واضح بالسلوك الذكوري، وغالبًا ما تصوّر الثقافة الشعبية النرجسيين كرجال مهيمنين، متغطرسين، ومتلاعبين ، أو زعماء طوائف، أو شركاء رومانسيين مسيطرين.

لكن المرأة النرجسية، بحسب ساكستون، قد تُظهر سلوكًا يبدو في ظاهره مُضحّيًا أو عطوفًا، في حين أن ذلك يحمل دوافع خفية للسيطرة، وتتمثل سلوكياتها في:

  • تُعامِل شريكها وكأنها "أمه"، مما يُضعف استقلاليته.
  • تلعب دور الضحية أو تستخدم الضعف كسلاح.
  • تلجأ إلى العدوان السلبي كوسيلة للسيطرة على العلاقات.

ورغم أن هذه السلوكيات توازي في خطورتها سلوك الرجل النرجسي، إلا أنها نادرًا ما تُصنف كنرجسية لأنها تتناغم مع الصور النمطية الأنثوية.

الصورة النمطية للمرأة..  خطر غير مرئي

أشارت ساكستون إلى أن السمات "الأنثوية" يُنظر إليها غالبًا من خلال "عدسة وردية اللون"، مما يُتيح للنساء النرجسيات مجالًا أوسع للتصرف دون رادع.

وقالت: ثقافيًا، نحن معتادون على رؤية النساء كمربيات، مقدمات للرعاية، ومتعاطفات بطبيعتهن. وبالتالي، فإن سمات مثل الاحتياج والعاطفية يتم التسامح معها بل وتجميلها، بدلاً من تصنيفها كعلامات سلوكية للسيطرة.

وحذّرت من أن هذه الصورة النمطية ليست فقط مضللة، بل خطيرة، لأنها تُخفي حقيقة أن النرجسية لدى النساء يمكن أن تكون ضارة عاطفيًا تمامًا كالنرجسية لدى الرجال، وإن اختلفت وسائلها.

داخل الأسرة: النرجسية بين الأم والأب

أوضحت ساكستون الفرق بين النرجسية لدى الأمهات والآباء داخل العائلة:

الأب النرجسي: يُدير الأسرة بقبضة من حديد، إما استبدادي إلى حد القسوة، أو بارد عاطفيًا إلى حد الإهمال.

الأم النرجسية: قد تُسيطر من خلال الشعور بالذنب، التورط المفرط في حياة أبنائها، أو عبر الادعاء بالتضحية الدائمة من أجلهم.

قالت ساكستون: قد تدّعي الأم النرجسية أنها تعيش من أجل أطفالها، بينما في الحقيقة، تتآكل حدودهم وهوياتهم تحت مسمى الحب. قد تُنافس ابنتها أو تُعامِل ابنها كطفل صغير دائمًا، وكل ذلك باسم العناية والرعاية.

وأكدت أن هذه الممارسات تُعد شكلًا من أشكال الإساءة النفسية، رغم صعوبة المجتمع في الاعتراف بها لأنها تتعارض مع التصورات المثالية حول الأمومة.

انتشار اضطراب النرجسية

وفقًا لبيانات من المملكة المتحدة، يُقدَّر أن حوالي 1 من كل 20 شخصًا مصاب باضطراب الشخصية النرجسية، وتشير الدراسات إلى أن 7.7% من الرجال و4.8% من النساء تم تشخيصهم سريريًا بالاضطراب.

ومع ذلك، فإن عدد الأشخاص الذين يُظهرون سمات نرجسية دون تشخيص لا يزال غير معروف.

خصائص الشخصية النرجسية

النرجسيون – رجالًا أو نساءً – غالبًا ما يتصفون بـ:

  • التلاعب
  • السيطرة
  • التقلب المزاجي
  • الإساءة العاطفية
  • حجب الحب أو العطف كشكل من أشكال العقاب

الشخصية النرجسية تميل إلى الأنانية، التعالي، الحاجة المستمرة للإعجاب، والافتقار للتعاطف. وهذه السمات تجعل علاقاتهم مع الآخرين غالبًا مليئة بالتوتر، والصدمة، والانهيار النفسي لدى الشركاء أو الأبناء.

الأثر النفسي للنرجسية على المحيطين

تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يظهرون ميولًا نرجسية معرضون أكثر لـ:

  • مشاكل الصحة النفسية
  • اضطرابات العلاقات الشخصية
  • صعوبات في التعامل مع الإدمان
  • تدهور في جودة الحياة العاطفية
تم نسخ الرابط