ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

من الحماسة إلى الخيبة لماذا انتقد المستخدمون GPT-5 بعد ساعات من إطلاقه؟

ترند ريل

في خطوة تعيد تعريف حدود الذكاء الاصطناعي أعلنت شركة OpenAI يوم الخميس عن إطلاق النسخة الخامسة من نموذجها الرائد GPT-5 الذي يعد جيل متقدم في سلسلة النماذج التي تشغل روبوت الدردشة الشهير "ChatGPT".
لكن بينما احتفل العالم بالانطلاقة بدأت موجة من الجدل والانتقادات تتسرب عبر الإنترنت ما يطرح تساؤل هل حقاً وصلنا إلى مرحلة "الذكاء الحقيقي" أم أن التوقعات تفوق الواقع؟


وفق تصريحات الرئيس التنفيذي سام ألتمان يعتبر GPT-5 "ترقية كبرى" مقارنة بالإصدارات السابقة ويُركز على تحسين الأداء في مجالات متعددة مثل البرمجة، الكتابة الإبداعية، وحل المسائل المعقدة باستخدام المنطق
وأكد ألتمان أن النموذج الجديد يشبه "خبير بدرجة دكتوراه" يمكنه الإجابة عن أي سؤال تعبير أثار حماسة كبيرة لدى المستخدمين.

ولم تقتصر المزايا على التفكير العميق فقط بل شملت قدرة فائقة على إنتاج الكود البرمجي من أوامر نصية بسيطة ما يعرف بأسلوب "vibe coding" حيث يمكن للمستخدمين وصف المشكلة بلغة يومية لينتج النموذج برنامج كامل.

وتم إدراج هذه الميزة ضمن مجموعة من الإطلاقات الكبرى بما في ذلك توفر النموذج لجميع المستخدمين حتى الذين يستخدمون الحسابات المجانية والتي تتجاوز عددها 700 مليون مستخدم حول العالم.


رغم البداية القوية لم يدمَ الاحتفال طويلاً خلال أقل من 24 ساعة غمرت منصات التواصل الاجتماعي خصوصاً Reddit وX بتعليقات تعبر عن خيبة أمل واضحة.

فقد أشار عدد كبير من المستخدمين إلى أن GPT-5 لم يحدث فرق جوهري مقارنة بإصدارات مثل GPT-4.1 التي كان البعض يراها أفضل بكثير.
وظهرت تعليقات كثيرة مثل:

"أفتقد GPT-4.1، أعيدوا له!"
"كان يجب ترك النماذج القديمة متاحة للجميع."

ومن بين الأكثر استياء هم مشتركي باقة ChatGPT Plus المدفوعة الذين شعروا أنهم فقدوا حرية الوصول إلى نماذج متعددة مثل "o4-mini" و"o3" والتي كانت متاحة سابقاً.
الآن أصبحوا محصورين في نموذج واحد فقط هو GPT-5 Thinking مع حد أقصى قدره 200 رسالة أسبوعياً  وهو ما يعتبر تقييد مقارنة بالسابق.


رغم التقدم في قدرات النموذج أقر ألتمان بأن GPT-5 لا يزال يفتقر إلى أحد أهم العناصر: التعلم الذاتي.
وهو ما يعني أنه لا يستطيع التعلم من التجربة أو التطور بشكل مستقل مما يمنعه من الوصول إلى مستوى الذكاء البشري الكامل.

كما أن استخدام تقنية "الحوسبة أثناء وقت الاختبار" (test-time compute)  التي تتيح معالجة الأسئلة المعقدة مباشرة  تم تقديمها لأول مرة للمستخدمين العاديين وهي خطوة مهمة نحو تحقيق الرؤية الطموحة لـ OpenAI.

لكن رغم هذا التقدم يرى الكثير من الخبراء أن الفجوة بين التطورات الحالية وآمال المستخدمين ما زالت واسعة.


يأتي إطلاق GPT-5 في وقت حاسم حيث تضاعف شركات التكنولوجيا الكبرى مثل Google (Alphabet) Meta، Amazon، وMicrosoft إنفاقها على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي وتقدر التقديرات بأن الإنفاق قد يصل إلى 400 مليار دولار في السنة المالية الحالية.

تم نسخ الرابط