في ذكرى رحيله.. سناء شافع معلم الفن الذي ترك بصمة لا تُمحى

في ذكرى رحيله، يستعيد الوسط الفني والجمهور ذكريات الفنان القدير سناء شافع، أحد أعمدة المسرح المصري وأستاذ التمثيل الذي شكّل وجدان أجيال من المبدعين. رحل سناء شافع عن عالمنا في مثل هذا اليوم بعد رحلة فنية وإنسانية حافلة امتدت لعقود، جمع خلالها بين الموهبة الكبيرة والرؤية الأكاديمية العميقة، ليصبح مثالًا للفنان المثقف والمعلم المخلص لفنه وطلابه.

وُلد سناء شافع عام 1943، وبدأ رحلته مع الفن مبكرًا، قبل أن يتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية ويصبح لاحقًا أحد أبرز أساتذته. قدّم خلال مسيرته أعمالًا مميزة في المسرح والسينما والتليفزيون، تاركًا بصمة خاصة في كل دور جسده، سواء كان في أعمال تاريخية أو اجتماعية أو كوميدية، بفضل حضوره القوي وقدرته على منح شخصياته عمقًا إنسانيًا لافتًا.

بعيدًا عن الأضواء، كانت حياة سناء شافع الشخصية حافلة بالتجارب، إذ تزوج تسع مرات من بينهن فنانات شهيرات مثل ناهد جبر وندى بسيوني، بالإضافة إلى طبيبة ألمانية أنجب منها ابنه عبد الله النديم، وسيدة كويتية خلال فترة عمله بالخليج، وكانت زوجته الأخيرة السيدة ماجدة حافظ التي استمرت معه أكثر من 14 عامًا حتى رحيله. وبرغم كثرة زيجاته، ظل يحتفظ بعلاقات ودية مع بعض زوجاته السابقة، مؤكدًا في أكثر من لقاء أن التجارب الإنسانية جزء من تشكيل شخصيته.
إلى جانب مسيرته الفنية، عُرف سناء شافع بدوره الأكاديمي المهم، حيث خرّج أجيالًا من النجوم الذين تتلمذوا على يديه، وظل طوال حياته مؤمنًا بأن الفن رسالة، وأن التمثيل لا يقتصر على الأداء أمام الكاميرا، بل هو فهم ودراسة وتطوير دائم للأدوات.

ورغم النجاحات التي حققها، لم يتوقف شافع عن العطاء حتى أيامه الأخيرة، وظل حاضرًا في المشهد الفني بأعماله وآرائه المميزة. وفي ذكرى رحيله، يبقى اسمه حاضرًا في ذاكرة المسرح المصري والعربي، كرمز للفنان المثقف الذي حمل شعلة الإبداع والتعليم، وترك إرثًا فنيًا سيبقى خالدًا في وجدان محبيه وتلاميذه.