في ذكرى رحيل محمد عبد المطلب.. الغائب الحاضر في وجدان عشاق الطرب الأصيل

تحل اليوم ذكرى رحيل المطرب الكبير محمد عبد المطلب، أحد أعمدة الغناء المصري في القرن العشرين، وصاحب الصوت الشعبي الأصيل الذي نجح في أن يكون مرآة لوجدان المصريين وبصمة راسخة في تاريخ الأغنية العربية، فرغم مرور السنوات على رحيله، ما زالت أغانيه تتردد في المقاهي والبيوت والشوارع.

ولد محمد عبد المطلب في قرية شبراخيت بمحافظة البحيرة عام 1910، وانتقل في شبابه إلى القاهرة حيث التحق بمدرسة المشايخ لحفظ القرآن الكريم وتعلم أصول التجويد، وهو ما انعكس على قوة صوته وثراء أدائه.
بدأ مشواره الفني مطربًا في فرقة الموسيقار داوود حسني، ثم عمل مع الموسيقار سيد درويش، قبل أن يشق طريقه مستقلاً ويصبح من أبرز نجوم الغناء في عصره.
تميز عبد المطلب بقدرته الفريدة على المزج بين الطابع الشعبي الخفيف وبين المقامات الموسيقية الأصيلة، فخرجت أغانيه قريبة من القلب، سهلة الحفظ والترديد، لكنها في الوقت ذاته متينة البناء الفني.
ومن بين أشهر أغانيه التي ما زالت خالدة حتى اليوم: ساكن في حي السيدة، الناس المغرمين، شفت حبيبي، الحلو ليه شاورني، بالإضافة إلى أيقونة شهر رمضان المبارك رمضان جانا التي أصبحت نشيدًا سنويًا يعلن قدوم الشهر الفضيل في كل بيت عربي.

كما ارتبط صوت محمد عبد المطلب بالسينما المصرية، حيث شارك في عدد من الأفلام الغنائية التي ساهمت في تعزيز مكانته الفنية، ومن بينها علي بابا والأربعين حرامي وشارع الحب، ليصبح أحد الوجوه التي جمعت بين الغناء والتمثيل ببراعة.
رحل عبد المطلب عن عالمنا عام 1980، لكنه ترك وراءه رصيدًا فنيًا يزيد عن 120 أغنية، لا تزال قادرة على إدخال البهجة إلى النفوس، لتجعل منه "الغائب الحاضر" في وجدان محبيه، ويظل اسمه محفورًا في ذاكرة الطرب الأصيل، كرمز للفن الشعبي الراقي الذي خاطب البسطاء والنخبة على حد سواء.