فرانسيس فورد كوبولا يكرّم فيرنر هرتزوغ في افتتاح مهرجان البندقية ويصفه بظاهرة غير محدودة

شهد حفل افتتاح مهرجان البندقية السينمائي، مساء الأربعاء، لحظة مؤثرة عندما قدّم المخرج العالمي فرانسيس فورد كوبولا جائزة الأسد الذهبي لإنجاز العمر للمخرج الألماني فيرنر هرتزوغ، في لحظة تكريم مؤثرة خلال الحفل الذي بدأ اليوم ويستمر حتى 6 سبتمبر المقبل.
ولم يكتف المخرج العالمي فرانسيس فورد، بتقديم التكريم للمخرج الألماني فيرنر هرتزوغ فقط، بل وصفه بأنه ظاهرة لا حدود لها، إذ يعمل في كل زاوية وركن من أركان السينما"، ويُعد هذا الظهور هو الأول لكوبولا علنًا منذ خضوعه لعملية في القلب في روما مطلع الشهر الجاري.
وقال كوبولا في بداية كلمته: “أتيت إلى هنا لأُشيد بفيرنر هرتزوغ، ولكن مجرد الإشادة به لا تكفي. لا بد من الاحتفال بوجود شخص مثله في هذا العالم”، مشيرًا إلى أفلام هرتزوغ البارزة مثل "Aguirre, the Wrath of God" و"Fitzcarraldo"، واصفًا إياها بأنها كلها فريدة، ومختلفة عن بعضها البعض، ومذهلة.
وأضاف: "فيرنر لا يملأ فقط صفحات الموسوعات، بل هو موسوعة بحد ذاته. وإذا كان له حدود، فأنا لا أعرف ما هي"، مختتمًا حديثه قائلا: “حياة فيرنر ووجوده بحد ذاته يمثلان تحديًا للجميع: 'تغلبوا عليّ إن استطعتم.' ونتساءل جميعًا: هل سيتمكن أحد من ذلك يومًا؟ فيرنر، إن حدث هذا، فسآكل قبعتي”.
من جانبه، أعرب هرتزوغ عن امتنانه الشديد لكلمات كوبولا، التي وصفها بأنها "لطيفة جدًا جدًا"، وتحدث عن دعم كوبولا له في بدايات مسيرته، وقال: “فرانسيس كان كريمًا للغاية معي. نحن نعرف بعضنا منذ نصف قرن الآن. كان يدعوني عندما لم أكن أملك المال حتى لأدفع ثمن غرفة فندق. كنت أنزل في منزله في سان فرانسيسكو، وهناك كتبت سيناريو Fitzcarraldo”.
وكشف هرتزوغ عن مشروع مشترك كاد أن يرى النور بينه وبين كوبولا، يدور حول غزو المكسيك من منظور الأزتيك، لكنه لم يتحقق، مضيفًا: “كانت تلك أوقاتًا رائعة عندما كنا نخطط لذلك، وبدون فرانسيس، لما التقيت بزوجتي الرائعة لينا”.
ويزور كوبولا مهرجان البندقية حاليًا ضمن تقديم فيلم وثائقي بعنوان Megadoc من إخراج مايك فيغيس، يوثق كواليس فيلمه الملحمي لعام 2024. أما هرتزوغ، فيشارك في المهرجان من خلال عرض فيلمه الوثائقي الجديد Ghost Elephants، الذي يدور حول رحلة للبحث عن قطيع غامض من الفيلة في مرتفعات أنغولا، كما سيقدم ماستر كلاس (درسًا متخصصًا) يوم الخميس ضمن فعاليات المهرجان.
يُذكر أن كوبولا كان قد حصل على جائزة الأسد الذهبي لإنجاز العمر عام 1992، بينما يمتلك هرتزوغ تاريخًا طويلًا مع المهرجان، حيث عرض فيه أفلامًا مثل Scream of Stone (1991)، وThe Wild Blue Yonder (2005). وفي عام 2009، شارك بفيلمين في المسابقة الرسمية هما الكوميديا السوداء Bad Lieutenant: Port of Call New Orleans والدراما الإجرامية My Son, My Son, What Have Ye Done؟.
واختُتم حفل الافتتاح بعرض الفيلم الدرامي La Grazia للمخرج باولو سورينتينو، من بطولة توني سيرفيلو، والذي يجسد فيه دور رئيس إيطالي يواجه قرار تمرير قانون يجيز القتل الرحيم.