في ذكرى ميلاد المايسترو صالح سليم.. أسطورة الأهلي التي لا تُنسى

تحل اليوم، 11 سبتمبر، ذكرى ميلاد المايسترو صالح سليم، أحد أبرز أساطير الكرة المصرية ورئيس النادي الأهلي الراحل، الذي يُعد رمزًا خالدًا في تاريخ الرياضة والفن معًا. ولد صالح سليم عام 1930 بحي الدقي في الجيزة، ونشأ في أسرة مثقفة كان والده الدكتور محمد سليم من رواد طب التخدير في مصر، وهو ما ساهم في تكوين شخصيته المتوازنة والمنضبطة.

بدأت علاقة صالح سليم بالنادي الأهلي وهو في سن صغيرة، حيث التحق بصفوف الناشئين عام 1944، قبل أن ينضم إلى الفريق الأول عام 1948 ليبدأ رحلة مليئة بالبطولات والإنجازات. وخلال مشواره مع المارد الأحمر، نجح في حصد 11 لقب دوري و8 بطولات كأس مصر، إضافة إلى ألقاب أخرى، كما كان أحد عناصر المنتخب الوطني الذي توج ببطولة كأس الأمم الإفريقية عام 1959. وظل اسمه محفورًا في ذاكرة الكرة المصرية بإنجازه التاريخي عندما سجل 7 أهداف في مباراة واحدة أمام الإسماعيلي موسم 1958.
لم يتوقف عطاء المايسترو عند المستطيل الأخضر، بل انتقل إلى مقاعد الإدارة، حيث تولى منصب مدير الكرة بالنادي الأهلي ثم عضوية مجلس الإدارة، حتى أصبح رئيسًا للنادي في عام 1980، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى رحيله عام 2002. وخلال فترة رئاسته، رسّخ صالح سليم مبدأ "الأهلي فوق الجميع"، ليبقى النادي مؤسسة رياضية متكاملة تسير وفق قواعد ثابتة، بعيدًا عن أي أهواء شخصية أو ضغوط خارجية.

ولم يقتصر حضوره على الملاعب والإدارة فقط، بل خاض تجربة مميزة في السينما المصرية، حيث شارك في أفلام بارزة مثل السبع بنات، الشموع السوداء، والباب المفتوح، ليؤكد أن نجوميته لا تقتصر على كرة القدم فقط، بل تمتد إلى الفن أيضًا.
رحل المايسترو عن عالمنا في 6 مايو 2002 بعد صراع مع المرض، لكن سيرته لا تزال حاضرة بقوة بين جماهير الأهلي والكرة المصرية، باعتباره نموذجًا استثنائيًا للقائد الذي جمع بين الموهبة الرياضية والصرامة الإدارية والشخصية الكاريزمية التي لا تُنسى.