edeline lee تخطف الأنظار في أسبوع الموضة بلندن بعرض “The Circus” المفعم بالحركة

قدمت المصممة الكنديّة-البريطانية إيدلين ليه عرضها الجديد تحت عنوان “The Circus” ضمن فعاليات أسبوع الموضة بلندن، في استمرارية لمساعيها لصياغة عروضٍ أداءية تغلق الفجوة بين الأزياء والمسرح. عرض هذه الموسم اعتمد على استكشاف العلاقة بين الحجم والحركة وكيفية تفاعل الأقمشة مع الفضاء المحيط، محولًا المدرج إلى ساحة تجريبية حيث تتنفّس التصاميم وتتحرك ككيانات مسرحية لا مجرد ملابس.
الرسالة الجمالية للعرض ارتكزت على تناقضٍ متعمد بين الامتلاء والدقّة: تنانير تنتفخ بالبالون أو تتدلّى بأهداب طويلة تلتقط كل خطوة، وتيّارات لونية رقيقة من الباستيل ليلك، نعناعي، وأزرق سماوي تقطعها لمسات من الفضة والأزرق القاني لإضفاء بسمة درامية. تقنيات التهوية، الطيّات المركّبة، والحواف المهدبة وُظّفت بحيث تظلّ البنية العلوية بسيطة ونقية (ياقة عالية أو رقبة مُطرّزة خفيفة)، فيما اشتغل الجزء الأسفل من الاطلالة على الحركة كقيمة تصميمية أولى.
وفي قراءة أعمق، بدا أنّ ليه لا تحتفي بمفردات السيرك الفستقِيّة فقط، بل تغوص في طبيعته المؤقتة حيث جمال لامع يزول مع الفجر. هذا البُعد الحزين والانتقالي أضفى بعدًا إنسانيًا على العروض: تصاميم تبدو كذكريات مسرحية تبقى في ذاكرة المشاهد بعد أن يخفت الضوء. النتيجة كانت مجموعة متوازنة بين الاستعراض والبناء العملي للقطعة: حركات ملفتة لكن ضمن قيود مقصودة تمنع الانزلاق إلى الفوضى.
ايدلين ليه ليست غريبة عن دعم المؤسسات: سبق أن حظيت بدعم BFC Fashion Trust وشاركت في برامج لرفع المهارات والقدرة الإنتاجية مما ساعدها على ترسيخ هويتها داخل المشهد البريطاني وجعل عروضها محط أنظار الإعلام والزبائن الرسميين على حد سواء. كما أن مسيرتها، التي انطلقت من Central Saint Martins، تُعرف بعروضٍ غامرة وأحيانًا أداءية تجمع بين الحِرفية والدراما.
وختامًا “The Circus” قدّمت إيدلين ليه مزيجًا ناضجًا من الفن التقني والسرد العاطفي بمجموعة تثبت أن الملابس قادرة على سرد قصص عن المكان والزمن والحركة. ليس العرض مجرد مجموعة ربيعية أخرى؛ بل تجربة مبنية على النسبة والفضاء، وتذكير بأن الأزياء تستطيع أن تكون عرضًا بصريًا مؤثرًا ذا طابع سينمائي، حتى وإن كان سِحره، مثل السيرك، زائلًا مع طلوع الشمس.






