ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

دراسة: النظام الغذائي النباتي قد يحسن صحة اللثة ويقلل الالتهابات

طعام صحي
طعام صحي

لطالما نال النظام الغذائي المتوسطي إشادة واسعة بفضل ارتباطه بصحة أفضل وطول العمر في أماكن مثل إيطاليا وإسبانيا، بالإضافة إلى انخفاض معدلات السمنة والأمراض المرتبطة بالتغذية. 

أشارت دراسة حديثة إلى أن من يتبع نظامًا غذائيًا صارمًا غنيًا بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات الخفيفة قد يكون أقل عرضة للإصابة بأمراض اللثة الشديدة مقارنة بمن يعتمد على اللحوم الحمراء.

تفاصيل الدراسة

في هذه الدراسة التي شملت حوالي 195 إلى 200 شخص بالغ، تم تقييم صحة الفم واللثة لديهم بالإضافة إلى استبيانات غذائية دقيقة. ووجد الباحثون أن أولئك الذين لم يلتزموا بنظام غذائي نباتي وحرصًا على تناول اللحوم الحمراء بكثرة كانوا يعانون من حالات أشدّ من أمراض اللثة، خصوصًا عند مقارنة العوامل الأخرى مثل العمر وحالة التدخين والجنس.

يُشير الباحثون إلى أن الأنظمة الغذائية النباتية أو التي تقترب من النظام المتوسطي تزخر بالعناصر الغذائية الكبرى والصغرى التي قد تسهم في خفض الالتهابات داخل الجسم، وهو ما ينعكس على صحة اللثة.

العلاقة بين النظام الغذائي والالتهاب البشري

أظهرت نتائج البحث أن من تناولوا الخضراوات الورقية، الخضراوات الجذرية، التفاح، الحمضيات، بالإضافة إلى الزيوت الصحية، وغيرها من مكونات النظام النباتي، كانوا يمتلكون مؤشرات التهابات أقل في الدم والفم. كما وجد الباحثون علاقة بين ارتفاع استهلاك اللحوم الحمراء وارتفاع مؤشرات الالتهاب مثل البروتين التفاعلي‑سي (CRP) والإنترلوكين 6 (IL‑6).

هذه العلامات تُشير إلى أن الجسم في حالة نشاط التهابي عام، مما قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض الفم ويسهم في تفاقمها.

أهمية النظافة الفموية والنظام الغذائي المتكامل

من المعروف أن منع تراكم الجير والبلاك على الأسنان من خلال التفريش المنتظم واستخدام الخيط يسهم في الوقاية من أمراض اللثة. ولكن الدراسة تبيّن أن النظام الغذائي يلعب دورًا مكمّلًا ومهمًا كذلك. فعندما يكون الغذاء غنيًا بالمركبات المضادة للالتهاب، فإن ذلك يساهم في تقليل العوامل التي تهيّئ رشد الالتهاب في الأنسجة المحيطة باللثة.

وقد ارتبطت أمراض اللثة المزمِنة بمضاعفات صحية في الجسم ككل، مثل أمراض القلب والسكري وبعض أنواع السرطان، فضلًا عن التأثيرات السلبية المحتملة في حالات الحمل.

توصيات البحث والنظر إلى الأمام

أكد الباحثون على أن النتائج التي توصلوا إليها تمثّل نقطة انطلاق لفهم أفضل للعلاقة بين التغذية وصحة الفم، لكنهم أشاروا أيضًا إلى الحاجة لإجراء دراسات أوسع وأشمل، مع استبيانات أكثر دقة حول كمية الأغذية وتواتر تناولها، من أجل التوصل إلى توصيات غذائية دقيقة تخص صحة اللثة.

كما دعوا الأطباء وأخصائيي الأسنان إلى النظر إلى النظام الغذائي كجزء مهم ضمن خطة علاج ومتابعة أمراض اللثة، لا الاعتماد فقط على التدخلات الفموية.

تم نسخ الرابط