بريطانيا تشدد على ارتداء الكمامات مجددًا مع ارتفاع إصابات كوفيد بمتحورين جديدين

بتاريخ 3 أكتوبر 2025، دعت السلطات الصحية البريطانية المواطنين إلى ارتداء أقنعة الوجه في الأماكن العامة المزدحمة، وضرورة العزل الذاتي في حال التأكد من الإصابة بفيروس كوفيد-19، وذلك وسط ارتفاع ملحوظ في أعداد الحالات، نتيجة ظهور سلالتين جديدتين من الفيروس، وفق ما جاء في "dailymail".
المتحوران الجديدان، اللذان سُميا ويُعرف باسم Stratus، XFGNB.1.8.1 ويُعرف باسم Nimbus، تسببا في تضاعف حالات الإصابة منذ شهر أغسطس الماضي، ما أثار قلقًا واسعًا لدى المجتمع العلمي والصحي، خاصة مع اقتراب موسم الشتاء.
ارتفاع الحالات مثير للقلق مبكرًا
صرّح البروفيسور لورانس يونج، أستاذ علم الفيروسات في جامعة وُرويك، لصحيفة ديلي ميل، أن هذا الارتفاع "مثير للقلق في وقت مبكر جدًا من فترة الخريف"، موضحًا أن هناك عوامل متعددة تساهم في هذا الارتفاع، منها:
- عودة الأطفال إلى المدارس
- انخفاض درجات الحرارة، مما يدفع الناس إلى قضاء وقت أطول داخل الأماكن المغلقة
- التراجع في المناعة الطبيعية أو المكتسبة
لا خطورة إضافية... لكن قابلية العدوى أعلى
وفقًا للخبراء، لا تبدو السلالات الجديدة أكثر خطورة من السلالات السابقة من فيروس كوفيد، ولا يبدو أنها تسبب أعراضًا أكثر شدة، لكن التغيرات الجينية التي طرأت عليها قد تزيد من احتمالية انتقال العدوى بين الأفراد.
وقد أطلقت السلطات الصحية البريطانية حملة التطعيم الشتوية مؤخرًا، مطالبة ملايين المواطنين بالحصول على لقاحات كوفيد والإنفلونزا مع تزايد حالات الدخول إلى المستشفيات.
وأشارت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إلى أن:
معدل الإيجابية في الاختبارات ارتفع من 7.6% إلى 8.4% خلال أسبوع واحد
معدل دخول المستشفيات زاد من 2.0 إلى 2.73 لكل 100 ألف شخص
أعراض السلالات الجديدة
رغم أن العلماء لا يزالون يقيمون مدى خطورة المتحورين، إلا أن الأعراض الأولية تشبه الأعراض التقليدية لعدوى كوفيد، مثل:
- الصداع
- السعال
- سيلان الأنف
لكن المتغيرات الجديدة، وخاصة متحور Stratus، تتميز بأعراض إضافية، مثل:
- صوت أجش
- التهاب في الحلق يوصف وكأنه "شفرة حلاقة"
- سعال جاف مستمر
- التعب الشديد
- الحمى
دعوة لاتخاذ تدابير الحماية
دعا البروفيسور يونج المواطنين إلى التحلي بالمسؤولية، قائلًا يجب على الأشخاص المصابين الخضوع لاختبار كوفيد، وعزل أنفسهم حتى لا يصبحوا مصدر عدوى للآخرين.
ورغم أن العزل الذاتي لم يعد إلزاميًا في بريطانيا، إلا أن الإرشادات الصحية الطوعية الصادرة مؤخرًا تحث على:
- تجنب الأماكن المزدحمة
- ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة ضعيفة التهوية
- الابتعاد عن كبار السن وأصحاب الحالات الصحية المزمنة
من جانبه، صرح البروفيسور ستيفن جريفين، خبير علم الفيروسات في جامعة ليدز، أن الوضع لا يجب الاستهانة به، مؤكدًا أن كوفيد ليس مجرد نزلة برد. بإمكانه التسبب بمرض حاد وآثار طويلة الأمد.
وأضاف أي شخص، بغض النظر عن حالته الصحية، يمكن أن يصاب بأعراض خطيرة. الإصابات السابقة لا تعني أنك ستكون بخير دائمًا. مناعتنا تتغير، والفيروس يتغير كذلك.
وأشار إلى أن هناك حالات مقلقة لأطفال أُصيبوا بـ"كوفيد طويل الأمد"، مما يثير القلق بشأن العودة العشوائية للمدارس دون احتياطات كافية، مضيفًا: من الخطأ تشجيع الأطفال المرضى على الذهاب إلى المدرسة. إذا أمكنك البقاء في المنزل، فيجب عليك فعل ذلك لحماية الآخرين.
كما دعا إلى تحسين جودة الهواء في الأماكن المغلقة، وتوصية باستخدام كمامات عالية الكفاءة (مثل FFP2 أو FFP3) في الأماكن المزدحمة وذات التهوية السيئة مثل الحافلات، القطارات، وقاعات المحاضرات.
كوفيد طويل الأمد وأهمية اللقاح
تُشير التقارير الطبية إلى أن كوفيد طويل الأمد قد يؤدي إلى أكثر من 200 عرض صحي، من بينها:
- ضباب الدماغ
- التهاب القلب
- الإرهاق المستمر
وأكد البروفيسور يونج على أهمية الحصول على الجرعات المعززة، قائلًا: إذا كنت مؤهلًا للحصول على جرعة مجانية، فعليك الاستفادة منها، وإذا كنت قلقًا، يمكنك الحصول على جرعة خاصة مدفوعة.
وتشمل الفئات المؤهلة للحصول على اللقاح مجانًا خلال فصل الشتاء:
- كبار السن فوق 75 عامًا
- أصحاب المناعة الضعيفة
- المقيمون في دور الرعاية
- النساء الحوامل
- الأطفال