الخيال العلمي يدخل عالم الموضة: Thom Browne يوقّع عرضاً مستقبلياً يسرق الأضواء في باريس

قدّم المصمم الأميركي Thom Browne مجموعة ربيع 2026 في عرض باريسي تحول إلى مشهد سينمائي يخطف الأنظار ، حيث امتزجت هوية الدار الكلاسيكية المستوحاة من زي المدارس الأمريكية مع رؤية مستقبلية صريحة تكاد تُحاكي هبوط كائنات فضائية على المدرج. ارتكز العرض على سرد مسرحي سريالي جعل كل قطعة تبدو كقطعة من عالم آخر من بدلات التويد التقليدية إلى تنانير مطرزة وأذرع إضافية وزينة لامعة توحي بأن التصاميم صُمِّمت لأجسام ليست بشرية بالضرورة.
فيما حافظت التصاميم على بصمة Thom Browne التقليمية من حيث القصّ والتفاصيل الأكاديمية، عمد المصمم إلى تفجيرها بصرياً عبر إدراج عناصر معدنية وبريق معدني ونقوش جرافيكية جعلت النسيج التقليدي (التويد والقطن) يتقاطع مع ملمسٍ صناعي وبصري مستقبلي. الوجوه المغطاة، وأغطية الرؤوس البراقة التي تذكّر بـ”رؤوس فضائية” مطعّمة بالترتر والحبيبات، أضافت بعداً درامياً وغريباً للعرض، وكأن المصمم يفتح نافذة على خيال علمي في عالم الأزياء حيث التقاليد تتعايش مع التجريب الشامل.
المجموعة لم تكتفِ بالتصاميم فقط، بل كانت تجربة مسرحية كاملة: ديكور داخلي كلاسيكي تخلله ضباب وإضاءة مُحكمة، وموديلات تقدمن بتصرفات تُقارب أداءً فنياً أكثر من مجرد مشي على المسرح، ما عزز شعور الحضور بأنهم شهود على حدثٍ فني وليس مجرد عرض أزياء تقليدي. حضور النجوم في الصفوف الأمامية وتغطية وسائل الإعلام للمشاهِد الغريبة أكسب العرض زخماً إضافياً في تقارير أسبوع الموضة.
من الناحية الرمزية، يبدو أن Thom Browne يطرح تساؤلات حول الهوية والملاءمة كيف يتعايش التراث الأكاديمي للأزياء مع تقنية المستقبل؟ وكيف يمكن للملابس أن تُعيد تشكيل مفهوم الجسد والوظيفة؟ المجموعة تقرأ كتصريح جريء بأن الأزياء قادرة على أن تكون منصة لسرد قصصٍ تخيّلية تتجاوز حدود الاستخدام اليومي لتصبح أعمالاً فنية حية.








وفي الخاتمة، قد لا تكون كل صيحات العرض قابلة للتطبيق يومياً، لكن أثر Thom Browne واضح: نجاحه أن يجعل الجمهور يعيد التفكير في حدود الأناقة التقليدية، وأن يعيد للمدرج دور المتحف المسرحي حيث يمكن للأزياء أن تُؤرخ للمستقبل بقدر ما تُحيي الماضي. هذا العرض ليس مجرد تشكيلة موسم، بل دعوة لمشاهدة المستقبل بعين تصميمية جريئة.