كريستوفر إيسبر يختتم أسبوع الموضة في باريس بمجموعة ربيع/صيف 2026: هروب حالم إلى الكمال
قدّم المصمّم كريستوفر إيسبر مجموعة ربيع/صيف 2026 في عرض الختام ضمن فعاليات أسبوع الموضة في باريس، حاملةً طابعا حالماً قائمًا على فكرة الهروب المتخيّل إلى جنّة تتجاوز حدود الواقع والتوقّعات. بدا العرض كبياضٍ سينمائي يتنفس عبر نسيج من الرغبات: رغبة في الجمال، في الكمال، وفي ملاذٍ لا يسقط تحت وطأة الحياة اليومية لكنّها رغبة معترفة بحدودها، بكمالٍ «لا وجود له» كما صرّح المفهوم الذي ارتكزت عليه المجموعة.
المجموعة لم تكن مجرد استعراض أشكال؛ بل كانت سردًا بصريًا لرحلة نفسية. اعتمدت لغة التصميم على تباينات دقيقة بين الخفة والهيكلة: لحظات شفافـة تلتقي بتجاويف أكثر صلابة، وقصّات ترمّز إلى هروبٍ مفتوح على احتمالاتٍ متعددة بدل استقرارٍ واحد. مشاهد العرض تمنّعت عن الوضوح المطلق وفضّلت الإيحاء حيث طبقاتٌ تغطي وتكشف، أقمشةٌ تبدو كما لو أنها تطير تحت ضوءٍ حالم، وأطياف لونية توزّعت بين النغمات الباهتة واللمسات اللامعة التي تذكّر بأن الحلم يمكن أن يلمع لوهلة ثم يذوب.
إذا كانت فكرة الكمال الوهمية حاضرًة كعنوان فلسفي للمجموعة، فقدّم إيسبر تصاميم تتعامل مع ذلك الاشتياق بصدق: تصاميمٌ تقبل الشقوق وتحوّلها إلى خصائص جمالية، وتعيد قراءة تقليد انتقائي للجمال بدل محاولة استنساخه. المشي على المنصة بدا وكأنه تأملٌ متنقّل حيث عارضاتٌ يتحوّلن إلى رؤى، وقطعٌ تبدو وكأنها لقطاتٍ من ذاكرة مُعدّة بعناية.
وجدير بالذكر أنّ أسلوب ايسبر يمزج بين الهندسة الصارمة (tailoring) والانسيابية (fluid drape)، بمعنى أنه يحب يستخدم التراكيب الصلبة والقصات الدقيقة وفي نفس الوقت يسمح للحركة والراحة أن تكون جزءًا من الشكل. كما يستخدم تقنيات من الأزياء الرجالية أحيانًا، مثل القطع المريحة أو التفاصيل الخام، لخلق توازن بين الأنوثة والقوّة.
كما أنّ تفاصيل مثل القصّات المفتوحة (cut-outs)، النقص المتعمد، العناصر الزخرفية المعقدة، والخامات الفاخرة تُعد من سماته المعروفة.
وختاما اختتم كريستوفر إيسبر أسبوع الموضة في باريس برؤية حالمة تمزج بين الخيال والواقع، وتدعو إلى التأمل في معنى الجمال بعيدًا عن المثالية المطلقة. فالمجموعة كانت بمثابة رحلة فنية نحو الكمال غير الموجود، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن الجمال الحقيقي يكمن في التفاصيل، في العفوية، وفي لحظات النقص التي تمنح كل تصميم روحه الخاصة.