الإمارات تتصدر العالم في استخدام الذكاء الاصطناعي 59% من السكان يعتمدون عليه يوميًا

في إنجاز يعكس طموحها الكبير في قطاع التكنولوجيا الحديثة تصدرت دولة الإمارات قائمة الدول الأكثر استخدام للذكاء الاصطناعي عالميًا وفقًا لبحث أجرته شركة مايكروسوفت ونقلت نتائجه صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية هذا الإنجاز يأتي في ظل جهود الدولة المتواصلة لترسيخ مكانتها كقوة عظمى في مجال التكنولوجيا والابتكار.
بحسب البحث الصادر عن مبادرة "Microsoft AI for Good Lab" فإن 59% من سكان الإمارات في سن العمل يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي بنشاط مما يجعلها الدولة الأكثر اعتماد على هذه التقنية مقارنة بأي بلد آخر وتفوقت الإمارات على دول متقدمة مثل المملكة المتحدة، فرنسا، وإسبانيا، التي جاءت في المراكز التالية ضمن القائمة.
ويستند مؤشر "حصة مستخدمي الذكاء الاصطناعي" إلى بيانات مجهولة المصدر تم جمعها من 148 اقتصاد حول العالم مع مراعاة توافر الأجهزة الذكية وتوسيع نطاق الاستخدام ويظهر هذا المؤشر أن الإمارات ليست فقط رائدة في المنطقة العربية بل أصبحت نموذج عالميًا في تبني التكنولوجيا الحديثة.
تشير البيانات إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية بل أصبح مساعد شخصيًا يشارك في مختلف جوانب الحياة اليومية ومن بين أكثر الاستخدامات شيوع
إرشادات عملية: تمثل الحصة الأكبر من عمليات استخدام أدوات مثل ChatGPT.
الكتابة والتحرير: تشمل المهام مثل التحرير اللغوي، النقد، وترجمة النصوص.
البحث عن المعلومات: شهد هذا المجال نمو كبير خلال العام الماضي حيث أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي بديل محتمل لمحركات البحث التقليدية.
الوسائط المتعددة: مع إطلاق إمكانيات جديدة لتوليد الصور زاد الطلب على هذه التطبيقات بشكل ملحوظ.
ووفقًا لمايكروسوفت فإن الذكاء الاصطناعي يتم استخدامه الآن في مهام تتراوح بين إعداد قوائم التسوق وتقديم نصائح العلاقات الشخصية مما يعكس مدى تغلغله في حياة الأفراد.
تعكس هذه الأرقام الجهود الكبيرة التي تبذلها الإمارات لجعل الذكاء الاصطناعي جزء أساسي من استراتيجيتها الوطنية وتتجلى هذه الجهود في عدة مبادرات منها:
استخدام الذكاء الاصطناعي في صياغة القوانين: خطوة طموحة تعكس التزام الإمارات بتبني التكنولوجيا في القطاعات الحكومية.
التدريب المبكر للأطفال: بدأت الدولة في تقديم دورات تدريبية للأطفال من سن الرابعة لتعريفهم بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
الاستثمار في البنية التحتية: تخطط شركات التكنولوجيا الكبرى لإنفاق أكثر من 300 مليار دولار هذا العام على استثمارات جديدة في الذكاء الاصطناعي، وهو ما يمثل 40% من نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي.
تجارب عالمية: كيف تستخدم الدول الأخرى الذكاء الاصطناعي؟
على المستوى العالمي تبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة على سبيل المثال:
البرازيل: تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في المساعدات القانونية حيث تعد البلاد من أوائل الدول التي اعتمدت هذه التقنية في نظامها القضائي وقد صرح رئيس المحكمة العليا البرازيلية بأن الذكاء الاصطناعي قد يصبح مسؤول عن صياغة الأحكام القضائية قريبًا.
الهند: يتركز استخدام الذكاء الاصطناعي في الهند بشكل أساسي في تطوير البرمجيات وبرمجة الحاسوب.
الولايات المتحدة: شركات مثل مايكروسوفت، غوغل، وميتا تتنافس لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة، مثل مساعد الكتابة التوليدي في مستندات غوغل، وتطبيق الذكاء الاصطناعي في جميع تطبيقات ميتا.
رغم الانتشار السريع للذكاء الاصطناعي لا تزال هناك تحديات تواجه استخدامه مثل الحاجة إلى تحسين البنية التحتية الرقمية وتوفير الوصول العادل للتكنولوجيا ومع ذلك، تشير التوقعات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيظل قوة دافعة للنمو الاقتصادي والاجتماعي في المستقبل.