هل تعاني من آلام ركبتك الشديدة لا تختفي؟.. الحل البسيط

إذا كنت تشعر بآلام في ركبتيك أثناء المشي، أو عند صعود السلالم، أو حتى أثناء الراحة، فمن الطبيعي أن تفترض أن المشكلة تكمن في مفصل الركبة نفسه. لكن وفقًا للأطباء، قد يكون السبب في الحقيقة أبعد مما تتصور، تحديدًا في الورك.

الألم المحول.. عندما يخدعك الجسم

إن عددًا كبيرًا من المرضى الذين يأتون إليه يشكون من آلام في الركبة، ولكن عند الفحص، يتبين أن مفاصل ركبهم سليمة تمامًا، بينما المشكلة الحقيقية تكون في مفصل الورك.

بعض المرضى يأتون بسبب آلام في الركبة، ويغادرون وقد تم تشخيصهم بحاجة إلى استبدال مفصل الورك.

هذا النوع من الألم يُعرف بـالألم المحول، حيث يُخطئ الدماغ في تفسير الإشارات العصبية، فيشعر بالألم في منطقة تختلف عن مكانه الحقيقي. في هذه الحالة، مصدر الألم هو الورك، لكن الشعور به يتركز في الركبة، ويوضح الأطباء أن الورك يمكن أن يُسبب ألمًا في الركبة، لكن العكس غير صحيح، الركبة لا تُرسل الألم إلى الورك.

التهاب مفصل الورك.. سبب شائع وخفي

يُعد التهاب مفصل الورك أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لهذا النوع من الألم. وهو حالة تؤثر على الملايين حول العالم، وتُعتبر من الأسباب الرئيسية للإعاقة.

في المملكة المتحدة وحدها، يعاني حوالي 10 ملايين شخص من هشاشة العظام.

من بينهم:

3.2 مليون يعانون من التهاب في مفصل الورك

5.4 مليون يعانون من التهاب في مفصل الركبة

ويحدث هذا الالتهاب عندما يتآكل الغضروف الذي يُبطّن العظام داخل المفصل، ما يُسبب تيبسًا وألمًا وتورمًا. النساء أكثر عرضة للإصابة من الرجال، ويزداد خطر الإصابة مع التقدم في السن، السمنة، أو الإصابات السابقة في المفصل.

الحقائق بالأرقام:

تُجرى سنويًا أكثر من 110 ألف عملية استبدال للورك و120 ألف عملية للركبة ضمن هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا.

أكثر من 90% من هذه العمليات تنجح في استعادة الحركة وتخفيف الألم.

تدوم المفاصل الصناعية عادة من 15 إلى 20 عامًا.

العضلات أيضًا قد تكون السبب

الأمر لا يتوقف عند التهاب المفصل، فالعديد من آلام الركبة يكون سببها ضعف عضلات الورك، وبشكل خاص عضلات الخاطف الجانبي مثل الألوية الكبرى والوسطى والصغرى. هذه العضلات مسؤولة عن استقرار الورك والحوض، وإذا ضعفت، فإن حركة الساق تصبح غير متوازنة، وقد تؤدي إلى التواء الركبة أو دورانها بشكل غير طبيعي.

لماذا يحدث هذا الضعف؟

النمط الحياتي الخامل هو السبب الرئيسي، فالكثيرون يجلسون لساعات طويلة أمام المكاتب، أو يستخدمون المصاعد بدلًا من السلالم، ويقللون من استخدام عضلات الجزء السفلي من الجسم. حتى المشي اليومي الموصى به (7000 خطوة) لا يُعد كافيًا لتحفيز هذه العضلات.

ويؤكد الأطباء أن المشي في مسارات مستوية لا يُحسن قوتنا، نحتاج إلى صعود منحدرات أو ممارسة تمارين تُجهد عضلاتنا السفلية فعلًا.

متلازمة ألم المدور الكبير (GTPS)

من الأسباب الأخرى لألم الركبة المرتبط بالورك، متلازمة ألم المدور الكبير، وهي التهاب يصيب العضلات والأوتار على الجانب الخارجي من الورك. تسبب هذه الحالة ألمًا مبرحًا قد يمتد إلى أسفل الساق، ويُعالج غالبًا بـ:

• العلاج الطبيعي لتقوية عضلات الورك
• أدوية مضادة للالتهاب مثل الإيبوبروفين أو النابروكسين
• حقن الستيرويد في بعض الحالات
• التمارين البسيطة قد تُحدث فرقًا كبيرًا

الخبر الجيد هو أن الوقاية من هذه المشاكل لا تتطلب قضاء ساعات في صالات الرياضة. النشاط البدني البسيط والمنتظم كفيل بإحداث فارق كبير في قوة العضلات وصحة المفاصل.

يُوصي الأطباء بالتمارين التالية:

السباحة: تُحرك جميع عضلات الجسم دون الضغط على المفاصل.

ركوب الدراجة: مفيد للوركين والركبتين والعضلات الأساسية مثل الألوية والرباعية الرؤوس.

تمرين الصَدَف (Clamshell):استلقِ على جانبك مع ثني الركبتين وضم الكعبين. ارفع الركبة العليا ببطء، ثم أعدها إلى مكانها. يمكن استخدام شريط مقاومة حول الفخذين لزيادة التمرين فعالية.

يمكن أيضًا أداء هذا التمرين أثناء الجلوس، مما يجعله خيارًا مثاليًا أثناء مشاهدة التلفاز أو العمل من المكتب.

ويجب العلم أن الأهم من التمرين هو الاستمرارية. تقوية الوركين لا تحميهما فقط، بل يمكن أن تُنقذك من آلام الركبة قبل أن تبدأ.