إطلالات جريئة وبشرة متوهّجة: هكذا رسمت أسابيع الموضة ملامح مكياج الموسم

خلال عروض باريس لندن نيويورك وميلانو لمواسم الربيع/الصيف 2026، برزت عدة توجُّهات متناقضة ومتوازية تُشكّل المشهد الجمالي الكامل ففي كل موسم من أسابيع الموضة العالمية، تتحوّل منصّات العروض إلى مختبر جمالي ينبض بالألوان والجرأة والابتكار. وبينما تتنوّع القصّات والأقمشة، يظلّ المكياج اللغة الصامتة التي تعبّر عن روح الموسم واتجاهاته. هذا العام، لم يكن الجمال هادئًا أو خجولًا، بل جاء صاخبًا بالتجريب والتنوّع: عيون متألقة، بشرة متوهّجة كأنها مغموسة بالضوء، وشفاه تحكي قصصًا من الجرأة والأنوثة.
من نيويورك إلى باريس، خطّ خبراء التجميل ملامح فصل جديد من الجمال الحديث، حيث تُعاد صياغة مفاهيم الإشراق والتميّز لتصبح أكثر طبيعية وصدقًا، ولكنها في الوقت نفسه تحمل توقيعاً فنياً لا يُنسى.
- البشرة المتوهّجة والطبيعية (Skinimalism / “no-makeup makeup”)
يُعدّ هذا الاتجاه واحدًا من أكثر الصيحات تأثيراً هذا الموسم، حيث اختار مصممو الماكياج تسليط الضوء على البشرة بصورتها الصحية، مع تقليل استخدام الطبقات الثقيلة من كريم الأساس والكونسيلر.
كما في عروض Dior وChloé وغيرها، تم إبراز إشعاع البشرة بدلاً من إخفائه، مع لمسات خفيفة من الإضاءة (highlighter) ودرجات ناعمة من أحمر الخدود. - العيون المبتكرة والقوية
من الرموش الملونة إلى الأيلاينر المشوش والغرافيكي، تميّزت بعض العروض بإطلالات جريئة للعين. على سبيل المثال، في باريس، رأينا “ أعين فضائية ” مع مساحيق معدنية تُضفي طابعًا مستقبليًّا على الوجه.
كما ظهرت صيحة العيون المزخرفة أو المكشوفة بتفاصيل معدنية أو خطوط واضحة، وهي صيحات تلعب على الحدود بين الجمال الفني والدرامي. - الشفاه الجريئة والملفتة
مقابل البساطة في البشرة، ارتفعت جرأة الشفاه في بعض عروض الموسم، حيث ظهرت ألوان قوية وعميقة من الأحمر والبنّي والباردات، مع لمسات لامعة أو مطفية بحسب الرؤية الفنية.
بعض المصممين دمجوا بين شفاه قوية وعيون قوية، في مزيج يُبرز التناقض والتباين في الإطلالة الكلية. - تفاصيل معدنية ولمسات لامعة
استخدمت الصيحات المعدن والشيمر على الجفون، وتوزيعًا خفيفًا من البريق في مناطق مفتوحة من الوجه (مثلاً وسط الجفون، أو الزوايا الداخلية). هذا الأسلوب أضفى بُعدًا عينيًا دراميًا دون الحاجة إلى ألوان قوية جدًا في كل ملامح الوجه. - رموش وأظافر مبتكرة
لم يُغفَل العنصر الجانبي مثل الرموش، حيث ظهرت رموش ملونة أو مفرّقة لتكملة إطلالات العيون القوية.
أما الأظافر، فغالبًا ما تم اختيار مظهر طبيعي لامع (buffed nails) في بعض العروض، كأن اللمسة النحتية بأقل قدر من اللون هي القطعة المثالية لأناقة غير مبالغ فيها.
وختاما ففي عالم الموضة، لا يُقدّم كل موسم ثوبًا جديدًا فحسب، بل تُصنع هوية جمالية مرافقة تُترجم من خلال الماكياج والتصفيف. موسم 2026 كشف عن وجوه متناقضة متكاملة: بشرة متوهجة طبيعية محطّ الأنظار، مصحوبة في أحيان كثيرة بلمحات جريئة في العيون أو الشفاه، مع استخدام ذكي للبريق والتفاصيل المعدنية. هذه التوليفة تمنح الحرية للتجربة إما بأن تختارين إطلالة شاملة قوية أو أن تعتمدي لمسة قوية ضمن إطار أهدأ. ما يهم هو أن الجمال لم يُغفل عن الشخصية الفردية، بل شجّع على التعبير الذاتي بأسلوب جمالي يُضيء الوجه بدلاً من تغطيته.





