دراسة: الأشخاص الذين لا يحبون الحيوانات أكثر عرضة للإصابة بسمات شخصية مظلمة

غالبًا ما تُصوَّر الشخصيات المضطربة نفسيًا في الأعمال السينمائية على أنها تمارس العنف ضد الحيوانات، كما يظهر في أفلام مثل American Psycho أو المسلسل الشهير Killing Eve. لكن دراسة علمية حديثة أكدت أن هذه الصورة النمطية ليست محض خيال درامي، بل تستند إلى جذور واقعية في علم النفس.
دراسة صربية تربط الاعتلال النفسي بعدم التعاطف مع الحيوانات
توصل باحثون من جامعة بلغراد في صربيا إلى أن الأفراد الذين يُظهرون سمات مرتبطة بـ"الرباعية المظلمة" في الشخصية (Dark Tetrad) غالبًا ما يتبنون مواقف سلبية تجاه الحيوانات، بل وقد يُقدم بعضهم على إيذائها أو إذلالها عمدًا.
"العقول المظلمة لا تحب الحيوانات"، كما يختصر الخبراء نتائج الدراسة.
تشير النتائج إلى أن الأفراد الذين يعانون من الاعتلال النفسي والسادية لديهم ميل أكبر إلى التقليل من قيمة الحيوانات مقارنة بالبشر، فيما يُعرف في الأوساط النفسية بمفهوم التمييز على أساس النوع (Speciesism).
الرباعية المظلمة للشخصية
تتألف "الرباعية المظلمة" من أربع سمات شخصية تُعد سلبية وغير مرغوبة:
النرجسية: العظمة، الغرور، قلة التعاطف.
الميكافيلية: التلاعب، المصلحة الذاتية، تجاهل الأخلاق.
الاعتلال النفسي: السلوك المعادي للمجتمع، الاندفاع، القسوة.
السادية: التلذذ بإلحاق الألم والمعاناة بالآخرين.
تفاصيل الدراسة
الجزء الأول: قياس المواقف وسلوكيات الأفراد
شارك في المرحلة الأولى من الدراسة 369 شخصًا، طُلب منهم الإجابة على استبيانات لقياس مدى تمتعهم بسمات الرباعية المظلمة، بالإضافة إلى أسئلتهم حول مواقفهم تجاه الحيوانات، ونمطهم الغذائي (كالاعتماد على اللحوم أو النباتات).
النتائج:
ارتبطت الاعتلال النفسي والسادية بارتفاع مستويات التمييز على أساس النوع، أي الاعتقاد بأن البشر يتفوقون أخلاقيًا على الحيوانات.
أظهرت النتائج أن السادية ارتبطت بميل أقل لمساعدة الحيوانات.
لم يكن للنرجسية تأثير كبير، بينما ظهرت علاقة ضعيفة بين الميكافيلية واستهلاك اللحوم.
الجزء الثاني: تسلسل السلطة الاجتماعي
في جزء لاحق من البحث شمل 234 مشاركًا، لاحظ الباحثون أن الأفراد الذين يُسجلون درجات عالية في الاعتلال النفسي يؤمنون بوضوح بتفوق البشر على الحيوانات، ويؤيدون التسلسل الهرمي الاجتماعي.
ما هو "التمييز على أساس النوع" (Speciesism)؟
التمييز على أساس النوع هو الاعتقاد بأن الإنسان أرفع شأنًا وأعلى قيمة من الكائنات الأخرى، مما يُبرر في نظر البعض استغلال الحيوانات لأغراض متنوعة، كالغذاء، والملبس، والتجارب العلمية، بغض النظر عن قدرتها على الشعور بالألم أو المعاناة.
تُشير منظمة PETA إلى أن البكاء بسبب خبر عن كلبٍ تعرض للإيذاء، بينما لا يشعر المرء بالندم على أكل دلو من أجنحة الدجاج، يُعدّ مثالًا على هذا النوع من التمييز.
التعاطف مؤشر مهم في علاقة الإنسان بالحيوانات
تشير الدراسة إلى أن العواطف التعاطفية مثل الرغبة في المساعدة وفهم الآخرين كانت مرتبطة بمواقف أقل تمييزًا ضد الحيوانات.
كما يشير الباحثون إلى أن الافتقار إلى التعاطف والاستحقاق والأنانية، وهي سمات شائعة في الرباعية المظلمة، تسير جنبًا إلى جنب مع قلة الاهتمام بالحيوانات"، بحسب الباحثين.
انعكاسات أخلاقية واجتماعية
يشير الباحثون إلى أن نتائج الدراسة تحمل أبعادًا خطيرة، حيث أن العنف ضد الحيوانات قد يكون مؤشرًا مبكرًا للسلوك المعادي للمجتمع، بما يشمل العنف المنزلي وحتى القتل.
"أي حالة عنف تجاه الحيوانات يمكن أن تكون دلالة مهمة في التقييم السريري للميول المعادية للمجتمع لدى الأطفال والبالغين"، وفق ما يؤكده فريق البحث.
اقرأ أيضًا: 3 عبارات "سامة" لا يجب عليك قولها لشريكك أبدًا