ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

أرينا سابالينكا التحديات النفسية وراء نجاحها الكبير

ترند ريل

بين قوة الإرسال الضربات الهجومية اللافتة وصلابة العقلية التنافسية تبرز أرينا سابالينكا كواحدة من نجوم التنس الأكثر إلهام في عالم الرياضة ومع ذلك خلف هذا الوجه المشرق تكمن قصة مليئة بالتحديات الشخصية والمهنية التي شكلت شخصيتها وأداءها على الملاعب في حوار صريح مع وكالة "فرانس برس" تحدثت اللاعبة البيلاروسية عن رحلتها نحو النجاح الضغوط التي تواجهها وعلاقتها الفريدة بالنجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش.

رغم أنها أصبحت المصنفة الأولى عالمياً بلا منازع تعترف سابالينكا بأن طريقها نحو القمة كان مليئ بلحظات الانكسار والضعف تتذكر تلك المرحلة الصعبة قبل بطولة أستراليا المفتوحة 2022 حينما كانت مصنفة ثانية عالمياً لكنها فقدت الثقة في إرسالها تماماً.

تقول سابالينكا: "لم أستطع تنفيذ إرسال واحد بشكل صحيح كنت أرتكب نحو 40 خطأ مزدوج في المباراة. شعرت أنني بذلت كل ما لدي ولم أحقق أي تقدم فكرت وقتها ربما هذه إشارة على أنني يجب أن أعتزل" ومع ذلك لم تستسلم تضيف "أؤمن حقاً أن اللحظة التي توشك فيها على الاستسلام هي ذاتها اللحظة التي يمكنك فيها قلب الأمور عليك فقط أن تدفع نفسك للأمام وتواصل المحاولة".

بعد عام واحد عادت إلى أستراليا لتفوز بأول ألقابها الكبرى ثم دافعت عنه بنجاح في 2024 هذه القصة ليست مجرد انتصار على الخصوم بل انتصار على نفسها.

برزت علاقة سابالينكا بالنجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش كأحد أبرز الدعائم التي ساعدتها على تحقيق نجاحاتها الأخيرة يصف ديوكوفيتش بأنه "شخص رائع ومنفتح للغاية" حيث يمكنها طرح أي سؤال والحصول على نصيحة صادقة ومفيدة.

وتتحدث سابالينكا بحماس عن التدريبات المشتركة مع ديوكوفيتش قائلة "التدريب معه مكثف جدًا بدني وذهني. عندما أعود للعب ضد السيدات لا أشعر بالإرهاق الجسدي لأنني اعتدت على ضغط أكبر بكثير مع نوفاك".

علاوة على ذلك تشير إلى أن ديوكوفيتش ساعدها في تطوير الجانب الذهني في اللعبة وهو ما أظهرت فيه تطور ملحوظ في البطولات الكبرى تقول "في ويمبلدون تحدثت مع نوفاك حول كيفية الاستعداد للمباريات النهائية وماذا يجب أن يكون تركيزي كلماته كانت بمثابة بوصلة لي عندما فزت ببطولة أمريكا المفتوحة".

 

على الرغم من نجاحاتها الكبيرة ترى سابالينكا أن وسائل التواصل الاجتماعي تمثل أحد أكبر التحديات التي تواجه الشباب الصاعدين في الرياضة تصف التعليقات السلبية بأنها "قد تدمر الشخص" إذا لم يتعلم كيفية التعامل معها.

توضح: "أحياناً أتصفح حسابات الأشخاص الذين ينتقدونني لأرى من هم فأقول لنفسي أنا هنا فقط لأحقق حلمي وأكون مصدر إلهام للآخرين أعمل بجد وأكرس حياتي لشيء أؤمن بأنه عظيم".

لكن رغم صعوبة التعامل مع النقد تعلمت سابالينكا أن تتجاهل الكراهية وتبقى مركزه على أهدافها اليوم تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة لإلهام الآخرين ونقل رسالة إيجابية.

مع سيطرتها الواضحة على عرش التنس النسائي تعتقد سابالينكا أن هناك الكثير مما يمكن تحسينه في أدائها. تقول "هناك دائمًا شيء جديد يمكن تعلمه أو تطويره كما قال أندري أغاسي في اللحظة التي تتوقف فيها عن السعي تبدأ في السقوط وأنا لا أريد سوى الصعود".

تصف سابالينكا بعض النقاط التي تحتاج إلى تحسين مثل الاقتراب أكثر من الشبكة والتعامل مع المباريات بطريقة مختلفة استراتيجيًا تضيف "أحتاج إلى قضاء المزيد من الوقت في العمل على هذه الجوانب فهناك الكثير من التفاصيل التي يمكنني تحسينها كل شيء تقريباً".

رغم أن أمامها سنوات طويلة في القمة بدأت سابالينكا بالتفكير في حياتها بعد الاعتزال تميل إلى العمل في مجال الموضة أو الصحة لكنها تعترف بأن فكرة دخول عالم مختلف عن التنس تخيفها تقول: "نحن كلاعبين نعيش في عزلة تامة عن العالم الخارجي عندما نخرج منها نشعر وكأننا لا نعرف شيئا وأن هناك الكثير لنتعلمه".

بالرغم من هذا القلق يبدو أن سابالينكا مستعدة لمواجهة تحديات الحياة المقبلة بنفس الطاقة والإصرار اللذين أظهرتهما في مسيرتها .

تم نسخ الرابط