ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

في ذكرى رحيل يوسف وهبي.. مبدع المسرح الذي قال: وما الدنيا إلا مسرح كبير

يوسف وهبي
يوسف وهبي

تمر اليوم ذكرى رحيل الفنان الكبير يوسف وهبي، أحد أعظم أعمدة المسرح والسينما في مصر والعالم العربي، الذي ترك إرثًا فنيًا لا يُنسى، وجعل من المسرح منبرًا للفكر والفن الرفيع. يوسف وهبي، الذي وُلد في القاهرة عام 1898، عرف بذكائه الفني وثقافته الواسعة، وقدرته على تقديم أعمال تتسم بالعمق والرسالة الهادفة، ما جعله رمزًا حقيقيًا للدراما العربية.

امتدت مسيرة وهبي الفنية لأكثر من خمسة عقود، حيث تألق على خشبة المسرح وقدم عشرات الأعمال التي ما زالت تُدرس وتُعرض حتى اليوم، من بينها مسرحياته الشهيرة مثل "رجل بلا قلب" و"خفايا القلوب" و"دموع الورد". كما كان له حضور بارز في السينما المصرية، إذ كتب وأخرج وقدّم مجموعة من الأفلام التي رسخت مكانته كأحد رواد الفن المصري الكلاسيكي.

عرف يوسف وهبي بعبارته الشهيرة: "وما الدنيا إلا مسرح كبير"، التي جسدت فلسفته في الحياة والفن، فكان يرى في المسرح مرآة للمجتمع، ومنصة لتسليط الضوء على القيم الإنسانية والاجتماعية. كما كان معروفًا بعلاقاته المتنوعة مع كبار الفنانين والمثقفين، وحرصه على تطوير الحركة الفنية في مصر، وإدخال أساليب وتقنيات حديثة في الأداء المسرحي.

في ذكراه، يُستذكر يوسف وهبي ليس فقط كفنان مبدع، بل أيضًا كمثقف وفيلسوف المسرح، الذي جمع بين العمق الفكري والموهبة الفنية، وقد أثرى الحركة المسرحية العربية بالعديد من التجارب الرائدة. ويستمر إرثه في إلهام الأجيال الجديدة من الفنانين والمخرجين والكتاب، الذين يعتبرونه نموذجًا للفنان الكامل الذي يقدّم الفن رسالة قبل أن يكون مجرد أداء.

ورغم مرور أكثر من أربعين عامًا على رحيله، إلا أن اسم يوسف وهبي لا يزال يتردد في كل بيت عربي، كرمز للتميز والإبداع، وكتذكير دائم بأن المسرح، كما قال، ليس مجرد خشبة عرض، بل صورة حية للحياة بكل تناقضاتها وجمالها.

تم نسخ الرابط