بذكرى ميلاد العمدة.. كيف صنع صلاح السعدني مجده الفني وترك بصمته في كل بيت؟
يوافق اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير صلاح السعدني، أحد أعمدة الدراما والسينما المصرية، وصاحب المشوار الفني الذي امتد لعقود من الإبداع والتألق، ترك خلالها بصمات خالدة في وجدان الجمهور المصري والعربي، حتى استحق عن جدارة لقب "عمدة الفن المصري"، وهو اللقب الذي التصق به بعد أدائه الأيقوني لشخصية “العمدة سليمان غانم” في مسلسل ليالي الحلمية.

ولد صلاح السعدني في محافظة المنوفية، ونشأ في أسرة محبة للفن والعلم، وهو الشقيق الأكبر للكاتب الصحفي الساخر محمود السعدني، الذي كان له دور كبير في تشكيل وعيه الفني والفكري. بدأ مشواره الفني في فترة الستينيات من القرن الماضي، بعد أن شارك في عدد من الأعمال المسرحية أثناء دراسته بكلية الزراعة، حيث تعرف هناك على صديقه المقرب عادل إمام، الذي جمعته به علاقة فنية وإنسانية استمرت لسنوات طويلة.
تميز صلاح السعدني بقدرته على تجسيد الشخصيات المركبة والبسيطة في آن واحد، فكان قريباً من الناس، صادقاً في أدائه، يعكس هموم المواطن المصري العادي، ويتحدث بلسانه بصدق ووعي. قدم العديد من الأعمال الخالدة في تاريخ الدراما المصرية، من بينها ليالي الحلمية، أرابيسك، حلم الجنوبي، وغيرها من المسلسلات التي ما زالت تعرض حتى اليوم وتحظى بمكانة خاصة لدى الجمهور.
كان صلاح السعدني فناناً مثقفاً يحمل رؤية ووعياً وطنياً واضحاً، ورفض مراراً تقديم أعمال لا تليق بتاريخه أو تتنافى مع مبادئه. ابتعد عن الأضواء في سنواته الأخيرة مفضلاً حياة الهدوء والعائلة، لكنه ظل حاضراً في قلوب الجمهور وأذهان النقاد كرمز من رموز جيل ذهبي صنع هوية الدراما المصرية.
وفي ذكرى ميلاده، يتذكره عشاق الفن بكل تقدير وحنين، ويستعيدون مشاهده المؤثرة التي جسد فيها الصراع بين الخير والشر، والإنسان والسلطة، والحلم والواقع، ليبقى صلاح السعدني رمزاً للفنان المصري الأصيل، الذي صنع مجده الفني بموهبته، وترك بصمته في كل بيت بصدقه وأدائه الرفيع.