وفاة ملكة تايلاند السابقة سيريكيت عن عمرٍ يناهز 93 عاماً
أعلن البلاط الملكي التايلاندي وفاة الملكة الأم سيريكيت، والدة الملك الحالي ماها فاجيرالونغكورن، عن عمرٍ ناهز 93 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.
ووفق البيان الرسمي الصادر عن الديوان الملكي، توفيت الملكة بسلام في أحد مستشفيات العاصمة بانكوك عند الساعة 21:21 بالتوقيت المحلي (14:21 بتوقيت غرينتش)، بعد تدهور حالتها الصحية نتيجة عدوى في الدم عانت منها خلال الشهر الجاري.
وأشار البيان إلى أن الملك فاجيرالونغكورن سيقيم جنازة ملكية رسمية لوالدته الراحلة، فيما ستلتزم العائلة المالكة التايلاندية بفترة حداد تمتد لعامٍ كامل، تكريمًا لإرث الملكة التي كانت تحظى بمكانة رمزية كبيرة في قلوب الشعب التايلاندي.
سيرة ملكة شكّلت ملامح تايلاند الحديثة
وُلدت الملكة سيريكيت كيتياكارا في 12 أغسطس 1932 في بانكوك لعائلة أرستقراطية عريقة تنتمي إلى سلالة تشاكري الحاكمة، تزامن ميلادها مع العام الذي تحوّل فيه النظام الملكي في تايلاند من مطلق إلى دستوري، وهو ما جعلها شاهدة على التحول التاريخي في بلادها.

نشأت سيريكيت في بيئة ثقافية ودبلوماسية، إذ انتقلت إلى فرنسا برفقة والدها الذي عمل سفيرًا لتايلاند، وهناك درست الموسيقى واللغات، قبل أن تلتقي بالملك الراحل بوميبول أدولياديج عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها، تزوجا في 28 أبريل 1950، قبل أسبوع واحد من تتويجه ملكًا على تايلاند.
أنجبت الملكة أربعة أبناء هم: الملك الحالي ماها فاجيرالونغكورن، والأميرات أوبولراتانا، سيريندهورن، وتشولابورن.
رمز للموضة والإنسانية
على مدار أكثر من ستة عقود، رافقت الملكة سيريكيت زوجها الملك بوميبول في جولاته داخل البلاد وخارجها، والتقت خلال تلك الفترة بعدد من أبرز الشخصيات العالمية مثل الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور و الملكة إليزابيث الثانية و إلفيس بريسلي.
وخلال تلك المرحلة، أصبحت الراحلة أيقونة للأناقة والذوق الرفيع، إذ كانت تصمم بعض أزيائها بنفسها وتُعتبر من أكثر النساء تأثيرًا في عالم الموضة في آسيا.
لكنها لم تكن فقط ملكة للصور والمظاهر، بل كانت أمًّا للبلاد بحق، إذ أشرفت على عشرات المشاريع الاجتماعية والبيئية التي تهدف إلى دعم الفقراء والحفاظ على الحرف اليدوية التراثية، ما جعلها تحظى بحب واسع بين مختلف فئات الشعب.
ومنذ عام 1976، يُحتفل بيوم ميلادها في 12 أغسطس باعتباره يوم الأم في تايلاند.
تراجع الظهور العام ووفاة مهيبة
أصيبت الملكة سيريكيت بجلطة دماغية عام 2012 أدت إلى تدهور حالتها الصحية وابتعادها عن الحياة العامة، وخلال السنوات الأخيرة، كانت نادرًا ما تظهر في المناسبات، حيث تلقت الرعاية في مستشفى تشولالونغكورن، فيما حرص الملك فاجيرالونغكورن وأفراد العائلة على زيارتها بانتظام.
وبرحيلها، تفقد تايلاند إحدى أبرز الشخصيات النسائية في تاريخها الحديث، وواحدة من أكثر رموزها تأثيرًا على المستويين الثقافي والإنساني، تاركة خلفها إرثًا خالدًا من الوفاء والعطاء والهيبة الملكية.