دراسة: قياس محيط الرقبة مؤشر صحي جديد قد يكشف خطر الإصابة بالأمراض

يشير خبراء من جامعة كينغستون إلى أن الأطباء يجب أن يبدؤوا بقياس محيط رقبة المرضى كوسيلة جديدة لتقدير احتمالية إصابتهم بعدد من الأمراض الخطيرة.

ففي السابق، كان الأطباء يعتمدون على مؤشر كتلة الجسم ونسبة الخصر إلى الورك لتقييم خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، إلا أن الباحثين يرون أن قياس الرقبة قد يمنح صورة أدق عن الحالة الصحية الحالية والمستقبلية للشخص.

ووفق ما ذكره الأطباء حسب ما جاء في "dailymail"، أن الرقبة السميكة قد تكون علامة على مشكلات صحية مقلقة، منها:

• ارتفاع ضغط الدم
• اضطراب نظم القلب (الرجفان الأذيني)
• ارتفاع نسبة السكر أثناء الحمل
• مرض السكري من النوع الثاني

جميع هذه الحالات تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية والفشل القلبي.

كما حذّر الباحثان من أن كبر محيط الرقبة يرتبط أيضًا باضطراب نوم خطير يُعرف بـ انقطاع النفس الانسدادي النومي (OSA)، وهو حالة يتوقف فيها الشخص عن التنفس بشكل متكرر أثناء النوم بسبب استرخاء عضلات الحلق، مما يزيد خطر الإصابة بالنوبات القلبية.

وأوضح الباحثان أن مقاس الرقبة الذي يشير إلى زيادة الخطر الصحي هو:

17 بوصة (43 سم) أو أكثر للرجال

14 بوصة (35.5 سم) أو أكثر للنساء

وأشارا إلى أن قياس الرقبة عملية بسيطة وسريعة، إذ يكفي لفّ شريط القياس حول أضيق جزء من الرقبة مع التأكد من أنه محكم دون أن يكون مشدودًا.

وقالا: "إذا تجاوز قياس الرقبة هذه الحدود، فليس هناك داعٍ للذعر، لكن الأمر يستحق الاهتمام والفحص الطبي."

وأوضح الباحثون أن محيط الرقبة يمثل جزءًا مهمًا من الصورة العامة للصحة، لأنه يعكس توزيع الدهون في الجزء العلوي من الجسم. فالدهون في هذه المنطقة تفرز أحماضًا دهنية تؤثر على تعامل الجسم مع الكوليسترول وسكر الدم وتنظيم ضربات القلب.

كما أشارا إلى أن محيط الرقبة يُعد مؤشرًا على الدهون الحشوية، وهي الدهون الضارة التي تحيط بالأعضاء الداخلية، وقد ارتبطت بارتفاع خطر الوفاة.

واستشهدا بدراسة أجريت عام 2019 أظهرت أن الأشخاص ذوي الرقاب السميكة أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم والرجفان الأذيني، وهو اضطراب قد يؤدي إلى جلطات دموية وسكتات دماغية وقصور في القلب.

ولا تقتصر المخاطر على أمراض القلب فقط، إذ حذر الباحثون من أن السكري يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة وطويلة الأمد مثل فقدان البصر وبتر الأطراف.

كما أن انقطاع النفس أثناء النوم يزيد من خطر الحوادث المرورية بسبب الإرهاق الناتج عن قلة النوم.

• ويشيرون إلى أن هناك حلولًا فعالة يمكن أن تقلل هذه المخاطر، منها:
• ممارسة التمارين القلبية الوعائية مثل الجري، السباحة، وركوب الدراجات.
• ممارسة تمارين رفع الأثقال لتقليل الدهون في الجزء العلوي من الجسم.
• الحصول على نوم كافٍ ومنتظم لدعم التوازن الأيضي في الجسم.
• اتباع نظام غذائي متوازن غني بالبقوليات والفواكه والخضروات، وتجنب السعرات الحرارية الزائدة.

وأوضح الباحثون أن اضطراب العمليات الأيضية يمكن أن يؤثر سلبًا على قدرة القلب على ضخ الدم بفاعلية، مما يؤدي إلى فشل قلبي في الحالات المتقدمة.

وفي سياق متصل، تشهد المملكة المتحدة ارتفاعًا مقلقًا في الوفيات المرتبطة بأمراض القلب. فقد ارتفع عددها بنسبة 18% بين عامي 2019 و2023، من 18,693 إلى 21,975 حالة وفاة.

كما سجلت مؤسسة القلب البريطانية (BHF) زيادة بنسبة 21% في عدد المصابين بقصور القلب منذ عام 2020، ليصل العدد إلى 785 ألف حالة في عام 2024 مقارنة بـ 650 ألف حالة في مارس 2020.

وقالت المؤسسة إن هذا الارتفاع المفاجئ يأتي بعد عقود من التراجع في معدلات الوفاة الناتجة عن أمراض القلب والسكتات الدماغية منذ ستينيات القرن الماضي.

وأوضحت أن أسباب الزيادة قد تعود إلى تراجع الصحة العامة للسكان، واتساع الفجوة في الرعاية الصحية، وتأثيرات جائحة كوفيد-19، والضغوط المتزايدة على النظام الصحي الوطني.

وأشار بعض الخبراء إلى أن فيروس كوفيد-19 قد يكون أحد العوامل الرئيسية، نظرًا لتأثيره المباشر على القلب والدورة الدموية.