في ذكرى ميلاده.. محمد خان الذي أهدى السينما ملامح من الحياة
تحل اليوم ذكرى ميلاد المخرج المصري الكبير محمد خان، أحد أبرز أعمدة السينما المصرية الحديثة، الذي ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الفن السابع، مقدّمًا أعمالًا جسدت وجوه الحياة المصرية بكل تفاصيلها ومفارقاتها اليومية.

ولد محمد خان في القاهرة عام 1942، وبدأ رحلته في عالم السينما من بوابة الدراسات الفنية والإخراج في الخارج، قبل أن يعود إلى وطنه ليصبح صوتًا سينمائيًا يعكس الواقع المصري بتفاصيله الإنسانية والاجتماعية. تميزت أفلامه بقدرته الفريدة على رسم الشخصيات العادية بطريقة تجعلها بطلة، ومن أبرز أعماله أفلام "زوجة رجل مهم"، "فتاة المصنع" وغيرها من الأعمال التي جمعت بين الواقعية الاجتماعية والدراما الإنسانية.
محمد خان لم يكن مجرد مخرج، بل كان مؤرخًا للمدينة والناس، يلتقط نبض الشارع المصري ويحوّله إلى قصة سينمائية حيّة. فقد استطاع من خلال كاميراته تصوير الفقراء والغنياء، البسطاء والمثقفين، ليقدّم صورة حقيقية عن المجتمع المصري بعيدًا عن المبالغة أو الرومانسية الزائدة.
كما كان معروفًا بدعمه للمواهب الشابة، ففتح أبواب السينما لوجوه جديدة، ومنحهم الفرصة لإظهار قدراتهم، مؤمنًا بأن السينما لا تقوم إلا بتجديد دمائها. وقد تعاون مع العديد من النجوم والممثلين الذين أصبحوا اليوم علامات في تاريخ الفن المصري، مثل محمود عبد العزيز، ويسرا، وصلاح عبد الله، وغيرهم.
ويظل إرث محمد خان السينمائي مرجعًا لكل صناع السينما في المنطقة، إذ جمع بين الفن والواقع، وقدم أعمالًا تتجاوز حدود الشاشة لتصل إلى وجدان المشاهد، وتجعله جزءًا من الأحداث والشخصيات.
في ذكرى ميلاده، يظل اسم محمد خان مرتبطًا بمفهوم السينما الواقعية، السينما التي تحمل صورة الحياة كما هي، بكل ما فيها من جمال ووجع، وتظل أعماله درسًا لكل من يسعى لصناعة فن صادق وملتزم.