الريترو يعود إلى الواجهة… أناقة الماضي تفرض سحرها على خريف وشتاء 2025–2026
                            تستعد منصات الأزياء العالمية لموسمٍ استثنائي عنوانه الحنين الأنيق، حيث تعود موضة الريترو بقوة في خريف وشتاء 2025 – 2026، لتقدّم مزيجًا ساحرًا بين كلاسيكية الماضي وابتكارات الحاضر. في زمنٍ تتجه فيه الموضة نحو الاستدامة والذكاء الاصطناعي، أصبحت عودة الأنماط القديمة أكثر نضجًا ووعياً، إذ لم تعد مجرد استعادة لأزياء السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، بل إعادة تفسيرٍ عصرية تمنحها حياة جديدة تتماشى مع ذوق الجيل الحديث، خصوصاً جيل “زد” الذي يُظهر شغفاً كبيراً بكل ما هو “فينتج” وأصيل.
تُعيد دور الأزياء العالمية هذا الموسم إحياء إرث الموضة بأساليب مبتكرة: من أسلوب البوهو شيك المستوحى من السبعينيات، والذي تميّز بفساتين فضفاضة وسراويل واسعة من الجينز والجلد المدبوغ والمخمل، وصولاً إلى الستايل القوي للثمانينيات الذي عاد بأكتاف عريضة وبدلات أنيقة وألوان جريئة متدرجة. أما تأثير التسعينيات، فكان واضحًا من خلال طابع الغرونج Grunge وأسلوب البريبي Preppy العصري، اللذين جمعا بين الراحة والجرأة في إطلالات يومية أنيقة.
وتتجلى تفاصيل هذه العودة في تنوّع الخامات والألوان؛ إذ سيطر البني الترابي الغني على مجموعات هذا الموسم، إلى جانب الجلد المدبوغ، المخمل، والتريكو السميك. برزت كذلك صيحة الـLayering، التي تعتمد على تنسيق طبقات متعددة من القمصان الحريرية، والأوشحة الجريئة، والمعاطف الفاخرة لإضفاء عمق بصري ودفء شتوي أنيق. ولم تغب التفاصيل الصغيرة عن المشهد، حيث عادت الأوشحة الكبيرة وأحذية القراصنة ورعاة البقر، إلى جانب المجوهرات ذات الطابع القديم مثل مشابك المخالب ودبابيس الشعر المزيّنة بالخرز.
وفي حين أعادت علامات مثل Isabel Marant وChloé وSaint Laurent إحياء الروح البوهيمية برؤية معاصرة، لجأت علامات أخرى إلى توظيف الذكاء الاصطناعي في تطوير القصّات والأقمشة لتصبح أكثر راحة وصديقة للبيئة. وهكذا تحوّلت موضة الريترو إلى تيار متكامل يجمع بين الإبداع والحس البيئي، ويُعيد للأزياء القديمة رونقها بطريقة أكثر حداثة واستدامة.
وختاماً مع دخول موسم خريف وشتاء 2025 – 2026، تؤكد الموضة العالمية أن الماضي لا يموت، بل يُعاد تفسيره كل مرة وفق لغة الحاضر. فموضة الريترو اليوم ليست مجرد استنساخ لأنماط سابقة، بل احتفاءٌ بالأصالة والإبداع والتجدد في آنٍ واحد. إنها تذكير بأن الأناقة الحقيقية لا تخضع للزمن، بل تتجدد مع كل جيل يضيف إليها بصمته الخاصة.





