ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

الفيلم اللبناني «بعذران» يحصد المجد في بيروت بفوز مزدوج يكرّس تألق السينما اللبنانية عالمياً

فيلم بعذران
فيلم بعذران

حقق الفيلم اللبناني «بعذران» للمخرجة سماح القاضي إنجازًا جديدًا للسينما اللبنانية بحصده جائزتي أفضل فيلم قصير وأفضل فيلم لبناني قصير ضمن فعاليات مهرجان بيروت الدولي للأفلام القصيرة، أحد أبرز المهرجانات المؤهلة للمشاركة في جوائز الأوسكار، ليؤكد مكانته كواحد من أكثر الأفلام العربية تميزًا على الساحة الدولية خلال العام الحالي.

حمل الفيلم اسم البلدة الجبلية اللبنانية نفسها،حيث  يقدّم رؤية إنسانية عميقة من خلال عينَي طفل صغير يواجه مأساة فقدان والدته في مجتمع محافظ، لتبدأ رحلته في التساؤل عن معنى الإيمان والعدالة الإلهية. في خضم تلك التساؤلات، يعبّر العمل عن صراع الطفل الداخلي بين الطفولة البريئة والأسئلة الوجودية الكبرى التي تتجاوز عمره، لينتهي في مواجهة رمزية بين الإنسان والخالق، بين الغضب والبحث عن الرحمة.

جذب «بعذران» 
منذ عرضه الأول عالميًا في مهرجان المكسيك الدولي للأفلام القصيرة، اهتمام النقاد وحصد هناك جائزة أفضل فيلم قصير، قبل أن يواصل رحلته في عدد من المحطات السينمائية المرموقة مثل مهرجان باكو السينمائي الدولي ومهرجان فانكوفر السينمائي الدولي، حيث نال إشادات واسعة بفضل لغته البصرية الجريئة وأسلوبه الإخراجي المبتكر.

يقدم الفيلم  مقاربة حديثة لأسطورة بروميثيوس الإغريقية، ولكن من خلال منظور طفل درزي يبلغ من العمر ثماني سنوات يعيش في قرية جبلية لبنانية، ليحوّل الأسطورة إلى تأمل فلسفي في فكرة التمرد على القدر والسعي نحو فهم الذات في عالم يغلب عليه الغموض.

كما يتميّز «بعذران» بتصويره الآسر الذي وقّعه لويس فيرير ومارسيل باسكوال، بينما تولّى المونتاج جيرارد دكاش ونيكولاس خوري، وصمم الصوت طوني خوري أما السيناريو، فقد شاركت في كتابته سماح القاضي مع نديم شماس، وجاء الإنتاج من توقيع دارين حطيط وحنا عطالله لصالح شركتي Cinephilia Productions وRoute 243، بدعم من فريدريك أفرام ومؤسسة فيلم هاوس مينّا.

يشارك في بطولة الفيلم كريم هاني ومنير ملاعب وأدهم بوكروم، بينما تتولى MAD Distribution توزيع الفيلم في العالم العربي، وMAD World مبيعاته في الأسواق العالمية.

بهذا الفوز المزدوج في بيروت يكرّس «بعذران» حضور السينما اللبنانية المستقلة في المشهد العالمي، ويؤكد أن القصص البسيطة المتجذّرة في البيئات المحلية قادرة على الوصول إلى أرفع المحافل السينمائية عندما تُروى بصدق وجمال بصري وعمق إنساني.
 

تم نسخ الرابط