شات جي بي تي يدخل عصر المحادثات الجماعية تجربة جديدة ومتطورة من أوبن أيه آي

في تطور لافت يعيد تعريف طريقة استخدام روبوتات الدردشة بدأت شركة "أوبن أيه آي" اختبار ميزة المحادثات الجماعية في نموذجها الشهير "شات جي بي تي" هذه الخطوة تعد تغيير جذري في كيفية عمل الروبوتات الذكية التي كانت تركز على التفاعل الفردي وبينما لا تزال الميزة قيد الاختبار في أسواق محدودة فإنها تمثل بداية عهد جديد من التواصل الذكي والجماعي مع أنظمة الذكاء الاصطناعي.

لأول مرة يمكن لـ"شات جي بي تي" الانضمام إلى محادثات جماعية والمشاركة فيها بذكاء دون الحاجة إلى التدخل بعد كل رسالة هذه الخاصية الجديدة تعتمد على النموذج المتقدم "GPT-5.1" الذي يتيح للروبوت فهم سياق النقاش ومتابعة المحادثة بشكل طبيعي بدل من الرد على كل رسالة على حدة يتم احتساب حدود الاستخدام فقط عندما يتدخل الروبوت بالفعل مما يمنح المستخدمين حرية أكبر في النقاش.

وفي هذا الإطار يتابع "شات جي بي تي" المحادثة ويقرر متى يجب عليه التدخل أو الالتزام بالصمت بناء على سياق الحوار وإذا أراد أحد الأعضاء استدعاء الروبوت مباشرة يمكنه ببساطة ذكر اسمه في الرسالة ليبدأ في تقديم إجابات دقيقة ومرتبطة بالموضوع.

لم تتوقف التحسينات عند مجرد المشاركة في الحوارات بل أصبح الروبوت قادر على التفاعل باستخدام رموز الإيموجي مما يعزز عنصر المرح والتواصل غير اللفظي داخل المجموعات كما أنه يستطيع التعرف على صور الحسابات الشخصية لأعضاء المجموعة واستخدامها لإنشاء محتوى مرئي خفيف وشخصي مثل تصميم صور أو رسومات مرحة تعكس هوية الأعضاء.

حاليًا تجري "أوبن أيه آي" اختبارات الميزة الجديدة في أربع دول هي اليابان، نيوزيلندا، كوريا الجنوبية، وتايوان وقد أوضحت الشركة أن هذه المرحلة التجريبية تهدف إلى جمع ملاحظات المستخدمين وتحسين آلية العمل قبل التوسع عالميًا ومن المتوقع أن يتم إطلاق الميزة تدريجيًا في المزيد من الأسواق خلال الفترة المقبلة مع تحديثات مستمرة لتعزيز الأداء وتجربة المستخدم.

تأتي هذه الخطوة بعد أن قدمت شركة "مايكروسوفت" ميزة مشابهة في روبوتها "كوبايلوت" مما يعكس تنافس متزايد بين الشركات التقنية لتطوير حلول أكثر ذكاء وتفاعل ومع ذلك فإن النجاح في هذا المجال يتطلب تحقيق توازن دقيق بين الذكاء الاصطناعي وقدرته على فهم السياقات البشرية المعقدة.

تسعى "أوبن أيه آي" إلى تحسين الميزة بشكل مستمر بحيث تصبح أكثر تكيف مع احتياجات المستخدمين وتتناسب مع مختلف أنواع المحادثات الجماعية ومن الواضح أن الشركة تضع نصب أعينها هدف طويل الأمد يتمثل في جعل "شات جي بي تي" رفيق ذكي يمكن الاعتماد عليه في مجموعة واسعة من السيناريوهات الاجتماعية والمهنية.

تمثل ميزة المحادثات الجماعية خطوة مهمة نحو توسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية. سواء كان الأمر يتعلق بتنظيم نقاشات عمل أو تبادل الأفكار الإبداعية أو حتى مجرد قضاء وقت ممتع مع الأصدقاء فإن هذه التقنية الجديدة تفتح آفاق جديدة للتفاعل البشري مع الروبوتات.

مع استمرار تطوير "شات جي بي تي" وتوسيع نطاق استخداماته يبدو أننا نقترب أكثر فأكثر من عصر يكون فيه الذكاء الاصطناعي جزء لا يتجزأ من حياتنا الاجتماعية والمهنية بل ويمتلك القدرة على تعزيزها بشكل كبير.