من فتى الأتيليه إلى أسطورة عالمية… إيلي صعب يكشف أسرار رحلته في AbTalks مع أنس بوخش
في حلقة جديدة من برنامج AbTalks الذي يقدّمه الإعلامي الإماراتي أنس بوخش، حلّ المصمّم اللبناني العالمي إيلي صعب ضيفاً ليكشف جوانب إنسانية عميقة من رحلته الشخصية والمهنية، رحلة نُسجت بخيوط الإرث العائلي، والحب، والصمود، والقدرة الاستثنائية على النهوض من بين الركام. لم يكن الحوار مجرد استعادة لمحطات مهنية، بل كان نافذة على حياة رجل جعل من الإبرة والحلم لغة عالمية.
استعاد إيلي صعب البداية الأولى، حين التقت الإبرة بالحلم وهو لا يزال في التاسعة من عمره. كان الخيط الأول لقدر كبير ينتظره. وفي السابعة عشرة، أسّس أتيليه صغيراً كان بمثابة طوق نجاة في زمن صعب، حيث حوّل الخيال إلى وسيلة للبقاء، والخياطة إلى باب نحو العالم. ما بين الطموح الذي ورثه عن والده، وذوق الجمال الذي تعلّمه من والدته، وجد صعب المعادلة التي صنعت هوية أعماله: الدقة، النقاء، والترف الهادئ.
ويكشف صعب في الحوار كيف ساهمت العائلة في تشكيل رؤيته، ليس فقط كداعم، بل كجذر ثابت يعيده دائماً إلى قيمه الأولى. أبناؤه اليوم يشكّلون “الخيط التالي” في إرثه الطويل، فهم يحملون الرؤية ذاتها، ويكملون مسيرة اختارت أن تُورّث الجمال لا الشهرة فقط.
ورغم نجاحه العالمي، لم تخلُ حياة إيلي صعب من الانكسارات. يخبر أنس بوخش عن أربعة منازل فقدها، وعن أحلام سقطت تحت أنقاض الحرب أو الأزمات، لكنه لم يفقد يوماً رغبته في البناء من جديد. الصمود بالنسبة له ليس شعاراً، بل هوية لبنانية كامنة في كل غرزة من تصاميمه.
وفي مساحة أكثر قرباً، يروي صعب قصة حبّه لزوجته كلودين التي ظلّت إلى جانبه طوال ثلاثين عاماً. كانت هدوءه، توازنه، ومصدر قوته، علاقة ترتفع فوق ضجيج النجاح وتكمل معنى الحياة.
وفي حواره اشاد صعب بعقلية الشاب العربي وعن شغفه وانه يستطيع اذا اتيحت له الظروف ان يصنع ما لم يستطيع غيره.
في ختام الحلقة، يتجلّى إيلي صعب كأكثر من مصمم أزياء. هو رجل آمن بالجمال كرسالة، وبالبساطة الراقية كأسلوب حياة، وبالإنسانية كقيمة لا تزول. إنها قصة إرث منسوج عبر الزمن، يبدأ بخيط صغير… ويتحوّل إلى أسطورة.

