الدكتور باسم فايق يكشف خطورة المضاد الحيوي مع العدوى الفيروسية عند الأطفال
ما زال كثير من الأهالي يعتقدون أن تعب الطفل وتعرضه لعدوى وارتفاع درجة حرارته يعني ضرورة إعطائه مضادًا حيويًا فورًا، رغم أن هذا التصرف غير صحيح وقد يعرض الطفل لمضاعفات خطيرة ويؤثر على مناعته على المدى الطويل.
في السطور التالية يقدم "ترند ريل" مخاطر إعطاء الطفل مضاد حيوي دون الحاجة، وفق ما أوضحه الدكتور باسم فايق مرجان، أخصائي طب الأسرة والطفل، وطبيب العناية المركزة للأطفال وحديثي الولادة.
أولًا: هل الحرارة دليل على عدوى بكتيرية؟
الحرارة ليست دليلًا على وجود بكتيريا، بل هي مجرد عرض يظهر في حالات كثيرة، أهمها:
1. العدوى الفيروسية
وهي الأكثر انتشارًا بين الأطفال، وتشمل نزلات البرد، الإنفلونزا، التهاب اللوز الفيروسي، الهربس الفموي (الهريس)، جميع هذه الحالات لا تحتاج مضادًا حيويًا لأنها عدوى فيروسية.
2. العدوى البكتيرية
وتكون أقل شيوعًا، لكنها تحتاج مضادًا حيويًا مناسبًا حسب تشخيص الطبيب فقط، ولا ينبغي أبدًا إعطاء الطفل مضاد حيوي بدون استشارة طبيب، واجراء الفحوصات اللازمة التي تحدد نوع المضاد الحيوي المناسب لنوع البكتيريا.
لماذا يُمنع استخدام المضاد الحيوي مع العدوى الفيروسية؟
حذر الدكتور باسم فايق من إعطاء الطفل مضاد حيوي مع العدوى الفيروسية وذلك لعدة أسباب أهمها:
1. يضعف المناعة
المضاد الحيوي لا يقتل الفيروس، لكنه يرهق المناعة ويعطل قدرتها الطبيعية على مواجهة العدوى، مما يطيل فترة المرض.
2. قد يزيد شدة الأعراض
في بعض أنواع العدوى الفيروسية، استخدام مضاد حيوي بدون داعٍ قد يؤدي إلى زيادة الالتهاب وارتفاع الحرارة وظهور أعراض أشد.
3. له تأثيرات سلبية طويلة المدى
الاستخدام المتكرر والخاطئ للمضاد الحيوي يسبب مقاومة البكتيريا للمضاد، ضعف المناعة، تكرار العدوى، واضطراب البكتيريا النافعة في الجسم
على سبيل المثال: الهربس، الهريس فيروس يظهر بقرح شديدة في الفم وحرارة مرتفعة، عند إعطاء مضاد حيوي في هذه الحالة تسوء الأعراض بشكل واضح لأن السبب فيروسي وليس بكتيري، وبالتالي يحدث:
– زيادة القرح
– تأخر الشفاء
– ارتفاع أشد في الحرارة
– عدم استجابة الجسم للعلاج
متى يحتاج الطفل مضادًا حيويًا فعلاً؟
يُعطى المضاد الحيوي فقط عندما تكون العدوى بكتيرية مؤكدة، مثل:
– وجود صديد في اللوز
– التهاب أذن وسطى بكتيري
– التهاب رئوي بكتيري
– التهابات بول مثبتة بالتحاليل
– خراج أو التهابات جلدية بكتيرية
وفي هذه الحالات يحدد الطبيب النوع المناسب والجرعة والمدة حسب عمر الطفل ووزنه ونوع العدوى.
كيف نتعامل مع ارتفاع حرارة الطفل بشكل صحيح؟
خلال أول 48 ساعة
غالبًا تكون الحرارة بسبب فيروس، لذلك:
– إعطاء خافض حرارة مناسب مثل الباراسيتامول أو البروفين
– الإكثار من السوائل
– عمل كمادات ماء فاتر
– متابعة نشاط الطفل وتغذيته
متى يجب الذهاب للطوارئ مع ارتفاع درجات الحرارة؟
– قيء متكرر
– همدان شديد أو نعاس غير طبيعي
– إسهال شديد مع علامات جفاف
– صعوبة في التنفس
– تشنجات حرارية وعدم استجابة الحرارة للخافض
– بكاء مستمر وغير طبيعي
عند استمرار الحرارة بعد اليوم الثالث
قد يكون السبب فيروس شديد أو بداية عدوى بكتيرية، وهنا يحتاج الطفل إلى فحص طبي وربما تحاليل.
كيف يقرر الطبيب إعطاء المضاد الحيوي؟
قرار إعطاء المضاد الحيوي يعتمد على عدة عوامل، منها:
– الشكوى الرئيسية ومتابعة الأعراض
– التاريخ المرضي وهل العدوى متكررة
– الفحص السريري
– العلامات المرضية المصاحبة مثل وجود صديد
– التحاليل عند الحاجة مثل صورة الدم أو مزرعة أو تحليل بول
ولهذا لا يجوز أن يُعطى المضاد الحيوي بدون تقييم طبي مناسب.
اقرأ أيضًا: طبيب أطفال يحدد أهم تطعيمات الشتاء للأطفال للوقاية من العدوى