ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

“صيحة الBows : كيف تحولت من تفاصيل ناعمة إلى عنصر لافت على منصات الأزياء؟”

Bows
Bows

تشهد الموضة هذا الموسم تحوّلاً لافتاً يتمثل في عودة الشرائط (Bows) بكل جمالياتها الكلاسيكية، ولكن بقراءة جديدة أكثر قوة ونضجاً. هذه التفاصيل الصغيرة التي ارتبطت لعقود بالبراءة والرقة أصبحت اليوم ركناً أساسياً في تشكيل الإطلالات على منصات الأزياء العالمية، سواء في الملابس أو الإكسسوارات أو حتى تسريحات الشعر. ومع تصاعد موجة الكوكيت وعودة الرموز الأنثوية الناعمة، تتصدّر الشرائط واجهة الأناقة كعنصر يعكس هوية المرأة المعاصرة التي تمزج بين طفولتها الداخلية ونضجها الحالي.

وقد كانت منصات خريف/شتاء 2025 ساحة الانطلاقة الكبرى لهذه الصيحة، حيث قدّم أليساندرو ميكيلي لفالنتينو شرائط مزينة للدانتيل والأحزمة، بينما استطاع سيمون روشا تحويلها إلى لوحات رومانسية مستوحاة من الكورسيه. أما جيفنشي فتعامل مع الشريطة (الفيونكة) كلمسة نهائية راقية تعيد تعريف الخصر وتضيف بنية أنيقة للتصميم. وعلى الجانب الآخر، أعادت شانيل عبر استوديوها الإبداعي قراءة رمزها التاريخي، فظهرت الشرائط على الجواكيت المنفوخة، والفساتين متعددة الطبقات، وحتى على الأزياء الموجهة لجيل شاب عبر تفاصيل صغيرة ومدروسة.

ولا تتوقف الصيحة عند موسم الشتاء، إذ أثبتت عروض سان لوران وديور لربيع/صيف 2026 أن الشرائط باقية بقوة. فقد استخدمها جوناثان أندرسون في أول عروضه لدى ديور بأسلوب يجمع بين الدقة والجدة، فظهرت عند الياقات والخصر، وعلى أحذية السلينغ باك، مؤكداً أن الشريطة لم تعد لمسة طفولية بل لغة تصميم قائمة بذاتها.

وتمتد جاذبية الشرائط أيضاً إلى عالم المجوهرات، حيث تقدّم المصممة الإماراتية فاطمة الحوسني قطعاً مستوحاة من انسيابية حركة الشريطة، مؤكدة أن دلالاتها العاطفية والرمزية تجعلها قريبة من وجدان النساء في مختلف الثقافات. وفي عالم الإكسسوارات العملية، نرى الشرائط بكثرة في بلوزات Zimmermann، وجينز Self-Portrait المرصع، وأحذية Mach & Mach اللامعة، إضافة إلى شرائط الشعر من Dior وPrada.

وتبقى الشرائط عنصراً قادراً على التكيّف مع كل الإطلالات، من تسريحة بسيطة بشريطة حريرية إلى فستان فاخر تعلوه شريطة ضخمة. ولهذا أصبحت شعاراً غير معلن لصيحات الجمال والموضة هذا العام… شكلاً صغيراً، لكنه تأثير كبير.

وفي عالم تتسارع فيه الصيحات، تنجح الشرائط في إثبات أن الرموز الكلاسيكية قادرة دائماً على إعادة اختراع نفسها. إنها عودة لا تقوم على الحنين فقط، بل على فهم جديد للأنوثة المعاصرة التي تحب التفاصيل، وتبحث عن هوية بصرية تعكس قوتها ورقتها في آن واحد. 

تم نسخ الرابط