بعد استحواذ برادا على فيرساتشي… داريو فيتالي يغادر منصبه بعد موسم واحد فقط

تشهد صناعة الموضة العالمية واحدة من أكثر اللحظات تحولًا هذا العام، بعد الإعلان عن استحواذ دار برادا Prada على فيرساتشي Versace في صفقة ضخمة قُدّرت بحوالي 1.4 مليار دولار. وبينما ما زال المشهد يتفاعل مع هذا الحدث التاريخي، جاء القرار المفاجئ برحيل المدير الإبداعي داريو فيتالي عن منصبه بعد موسم واحد فقط في قيادة الدار، ليضيف طبقة جديدة من الجدل والتساؤلات حول مستقبل فيرساتشي تحت القيادة الجديدة.

كان فيتالي قد قدّم أول مجموعة له لربيع وصيف 2026 خلال أسبوع الموضة في ميلانو، وذلك في متحف “بيناكوتيكا أمبروسيانا” العريق، وهي مجموعة لاقت احتفاءً كبيرًا نظراً لجرأتها في إعادة قراءة رموز الدار بطريقة معاصرة. فقد اعتمد على القصّات العميقة والهيكلية التي لطالما اشتهرت بها فيرساتشي، مستلهمًا زخارف جياني فيرساتشي الأصلية التي حملت توقيعاً أسطورياً منذ الثمانينيات والتسعينيات. وفي الوقت نفسه، أعاد تفسير التصاميم الكلاسيكية للدار برؤية تناسب متطلبات الجيل الجديد من عشاق الموضة.

هذا النجاح اللافت للمجموعة جعل رحيل فيتالي يبدو أكثر مفاجأة، خاصة أن العرض كان بمثابة وعد بمرحلة إبداعية جديدة لفيرساتشي. إلا أن صفقة الاستحواذ مع برادا قد تكون قد فرضت إعادة هيكلة شاملة داخل الدار، وهو أمر شائع في عالم الموضة عندما تنتقل ملكية العلامات بين المجموعات العالمية الكبرى.

وبينما يودّع فيتالي الدار بعد موسم واحد فقط، يبقى تأثيره واضحاً في الطريقة التي أعاد فيها تسليط الضوء على تراث فيرساتشي من خلال لغة تصميمية حيوية ومتمردة. فقد نجح في المزج بين الماضي والحاضر، مقدماً مجموعة اعتُبرت من أكثر عروض فيرساتشي حداثة في السنوات الأخيرة.

وختا مع رحيل داريو فيتالي، تقف فيرساتشي عند مفترق طرق مهم، خصوصًا بعد اندماجها تحت مظلة برادا. وبينما يطرح هذا الحدث تساؤلات حول هوية الدار في المرحلة المقبلة، يبقى المؤكد أن نجاح مجموعة ربيع وصيف 2026 ترك بصمة قوية لا يمكن تجاهلها. ويبقى السؤال الأبرز الآن: من سيقود الإبداع في فيرساتشي؟ وكيف ستؤثر الإدارة الجديدة على مستقبل واحدة من أهم دور الموضة في العالم؟