الكلثمي في «البحر الأحمر»: تعلمنا أمام الجمهور وتطورنا بفضله
في العقد الماضي، وقبل أن تصبحَ صناعةُ الفيلم الطويل وعرضه داخل صالات السينما في المملكة أمرًا اعتياديًا، وفي ظِلّ سيطرة التلفاز التقليدي على الذائقة العامة التي لم تكن تُواكب تطلعات الجيل الجديد، وُلدت موجة إبداعية كان من المفترض لها أن تكون موازيةً أو حتى هامشية نظرًا لانعدام الإمكانيات الإنتاجية في بدايتها. لكن لصدق ما كان يُقدِّمه هؤلاء الشباب، ولقربهم الشديد من نبض الشارع، تحولَّ "تلفاز 11" من مجرد قناة تعرض محتوىً ترفيهيًا إلى ما يمكننا وصفه بالأستوديو الأهم في صناعة الأفلام السعودية. وقد افتتح ندوته، التي أقيمت مساء الجمعة ضمن حوارات المهرجان، بروحِ الامتنان لتلك البدايات، عندما أشارَ إلى أنها اللحظاتُ التي كان يتعلّم فيها على مرأى من أنظار الجمهور، ذلك الجمهور الذي تطور معه، وبفضله.
الرهان على المخاطرة
وانتقالاً إلى تجربته السينمائية الطويلة الأولى، أوضحَ الكلثمي أن فيلم «مندوب الليل»، وإن كان قد خرج عن الأسلوب الذي اعتاده منه الجمهور بأعمال مثل «خمبلة»، فإنه لم يبتعد كثيرًا عن الطابع الذي أحبَّه وتأثَّر به، واصفًا إياه بالتجربة الساخرة التي تمزج الألمَ بالضحك. وأكدّ أن الخطورةَ لا تكمنُ في هذا الرهان، وإنما في الركون إلى مناطقِ الراحة والتعامل مع الصنعة السينمائية بحسبةٍ إنتاجيةٍ بحتة. وهنا كشف الكلثمي عن المعادلة الإنتاجية داخل "تلفاز 11"، في أن وجود ذراعٍ تجاريٍّ مثل "أستوديو الشميسي" هو أمرٌ مريحٌ وحيوي.