ترند ريل
رئيس مجلس الإدارة
نور العاشق

رحيل فرانك جيري… العقل المبتكر وراء أبرز معالم لويس فويتون الفنية

فرانك جيري
فرانك جيري

في لحظة حزن خيّمت على عالمَي العمارة والموضة، أعلنت دار لويس فويتون عن وفاة المهندس العالمي فرانك جيري، أحد أهم المبدعين الذين ساهموا في صياغة المشهد المعماري والفني المعاصر. وبكلمات مؤثرة، وصفت الدار رحيله بأنه خسارة لا يمكن قياسها، مؤكدة أن التعاون الطويل الذي جمعهما ترك بصمة خالدة على هوية الدار وإرثها الإبداعي. فعلى مدار سنوات، لم يكن جيري مجرد مهندس يتعامل مع العلامة التجارية، بل كان شريك رؤية استطاع أن يترجم لغة لويس فويتون البصرية إلى فن معماري متفرّد.

ويُعد فرانك جيري واحداً من أبرز روّاد العمارة التفكيكية، وقد اشتهر بتصاميمه التي كسرت القواعد التقليدية بأشكال منحنية وانسيابية تحوّل المباني إلى قطع نحتية من الضوء والظل. هذا الحس الإبداعي الاستثنائي كان وراء أحد أهم مشاريع لويس فويتون: مؤسسة لويس فويتون (Fondation Louis Vuitton) في باريس، ذلك المبنى الأيقوني المصمم كـ”سفينة زجاجية” تتناثر ألواحها كأشرعة نابضة بالحركة. هذا الصرح لم يصبح فقط وجهة ثقافية بارزة، بل تحوّل إلى رمز عالمي يختصر العلاقة العميقة بين الموضة والفنون.

وقد امتدت بصمة جيري أيضاً إلى تصميم عدد من أكبر متاجر لويس فويتون حول العالم، حيث جمع بين الفخامة والجرأة والتجريب، مقدماً قراءة مبتكرة للهندسة التجارية. كما تعاون مع الدار في تصميم حقائب وإكسسوارات فنية محدودة الإصدار، مزج فيها بين مهارته النحتية وحرفية الدار الفرنسية، ليصنع قطعاً تُعد اليوم من المقتنيات النادرة.

ورحيل فرانك جيري لا يمثل خسارة شخصية للدار فقط، بل خسارة جمالية للعالم بأسره. فقد كان صاحب رؤية تحرّض على التفكير، وتدفع الحدود، وتمنح للمواد الجامدة روحاً نابضة بالحياة. ومع إعلانها الخبر، وجّهت لويس فويتون تعازيها العميقة إلى عائلة الراحل وفريقه وكل من لامست موهبته حياتهم.

وفي الختام، يبقى إرث جيري شاهداً على قدرة الفن على تجاوز الزمن. فمبانيه، مثل أعماله مع لويس فويتون، لن تظل مجرد هياكل أو منتجات، بل قصصاً من الضوء والإبداع، تواصل إلهام الأجيال القادمة، وتذكّر العالم بأن العمارة يمكن أن تكون قطعة شعر تُقرأ بالحجر والزجاج.

تم نسخ الرابط