لماذا قد تشعر بدوار الحركة أثناء قيادة سيارة كهربائية؟

يعاني بعض الأشخاص من الغثيان أو دوار الحركة عند ركوب السيارات الكهربائية، حتى إذا لم يكن لديهم تاريخ سابق للإصابة بدوار الحركة في السيارات التقليدية. أصبحت هذه الظاهرة أكثر ظهورًا مؤخرًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث يشارك المستخدمون تجاربهم حول شعورهم بالغثيان أثناء الرحلات في المركبات الكهربائية.

ما هو دوار الحركة؟

دوار الحركة هو استجابة فسيولوجية طبيعية تحدث عند وجود عدم توافق بين ما تشعر به الحواس وما يتوقعه الدماغ. يحدث هذا النوع من الدوار في السيارات والطائرات والقطارات والقوارب، وكذلك أثناء لعب ألعاب الفيديو أو استخدام محاكيات الواقع الافتراضي.

تشير الدراسات إلى أن دوار الحركة أكثر شيوعًا لدى النساء والأطفال الصغار، ويبلغ ذروته عادة في سن التاسعة تقريبًا. يحدث الدوار نتيجة عدم توافق بين الإشارات التي ترسلها العينين، والأذن الداخلية، وعضلات الجسم والمفاصل، خصوصًا عند عدم القدرة على رؤية الأفق بوضوح.

غالبًا ما يشعر الركاب بالدوار عند الجلوس في المقاعد الخلفية أكثر من المقاعد الأمامية، بينما لا يعاني السائقون أو الطيارون عادةً من الدوار لأنهم يملكون القدرة على رؤية الطريق والتنبؤ بالحركة.

هل السيارات الكهربائية تسبب دوار الحركة؟

يمكن للسيارات الكهربائية أن تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بدوار الحركة، حتى أولئك الذين لا يعانون عادةً في السيارات التقليدية. هناك عدة عوامل قد تساهم في ذلك:

نظام الكبح المتجدد

تستخدم السيارات الكهربائية نظام كبح متجدد يحول الطاقة الحركية إلى طاقة مخزنة في البطارية، مما يجعل عملية التباطؤ تبدو متقطعة أو مفاجئة.

تسارع وتباطؤ أسرع

تمتاز السيارات الكهربائية مثل تسلا بسرعة التسارع والتباطؤ مقارنة بالسيارات التقليدية، مما قد يخلق إحساسًا مكثفًا ومربكًا للركاب الذين لا يمتلكون خبرة في قيادة هذه المركبات.

هدوء المحرك

يساهم انخفاض الضوضاء في المحرك الكهربائي في تقليل الإشارات السمعية المرتبطة بالحركة، ما يجعل الدماغ أقل قدرة على التكيف مع الحركة ويزيد احتمالية الغثيان.

الشعور بالطفو أو التأرجح

قد يشعر بعض الركاب كما لو كانوا يطفون أو على متن قارب بسبب حركة السيارة السلسة والمنخفضة التردد، وهي حركة يمكن أن تثير دوار الحركة عند الأشخاص الحساسين.

كيفية الوقاية من دوار الحركة أو التعامل معه

رغم عدم وجود طريقة مضمونة للوقاية من دوار الحركة، يمكن اتخاذ عدة خطوات لتقليل احتمالية الإصابة:

اختيار المقعد الأمامي أو القيادة بنفسك

الجلوس في المقعد الأمامي يسمح برؤية الطريق بوضوح، مما يقلل من احتمال حدوث الدوار.

تجنب الأنشطة التي تثقل الدماغ

تجنب القراءة أو استخدام الهاتف أو الأجهزة اللوحية أثناء الرحلة، لأن النظر إلى جسم ثابت أثناء حركة الجسم يربك الدماغ ويزيد من الغثيان.

استخدام السيارة التقليدية عند الحاجة

في بعض الحالات، قد يكون ركوب سيارة تعمل بالبنزين أو الديزل أفضل لتجنب دوار الحركة المرتبط بالسيارات الكهربائية.

استخدام منتجات الزنجبيل

تساعد حلوى الزنجبيل أو العلكة المصنوعة منه في تخفيف الغثيان المرتبط بدوار الحركة.

استنشاق الهواء النقي

فتح نافذة السيارة لدخول الهواء أو التوقف مؤقتًا للتجول خارج السيارة يمكن أن يخفف الغثيان.

العلاج بالضغط

يمكن الضغط على نقطة الضغط P-6 في معصم اليد الداخلي لتقليل الشعور بالغثيان بطريقة بسيطة وغير جراحية.

الأدوية الوقائية

يمكن استخدام أدوية قبل الرحلات الطويلة، على أن يبدأ مفعولها قبل حوالي 30 دقيقة من السفر، مع مراعاة أنها قد تسبب النعاس.