فاطمة قنديل: كتابة الذات مواجهة للفناء وكسر للتابوهات
نظّم البرنامج الثقافي لمعرض جدة للكتاب 2025، ندوة حوارية بعنوان "تابو السيرة الذاتية عربيًا" أدارها الأستاذ محمد عابس، وتحدثت خلالها الكاتبة الأستاذة فاطمة قنديل عن إشكاليات كتابة السيرة الذاتية في الثقافة العربية، وحدودها الفنية والاجتماعية.
واستندت قنديل في حديثها إلى تجربتها الشخصية، معتبرة السيرة الذاتية حياة موازية للكاتب، وأن فِعل الكتابة هو مقاومة عميقة لإحساس الإنسان بالفناء، وضرورة للإفصاح عمّا لا يراه أو يعلمه الآخرون، إلى جانب كونها أداة لكسر النمطية السائدة في الكتابة.
وأكدت أن كتابة السيرة الذاتية تقوم على امتلاك الأداة الفنية القادرة على تطويع اللغة وضبطها، مبينة أن التجمّل شرط أولي في هذا النوع من الكتابة، بوصفه وعيًا جماليًا لا تزييفًا للحقيقة.
وتطرقت قنديل إلى علاقة السيرة الذاتية بالسلطة، موضحة أنها لا تمارس سلطة فوقية بالضرورة، غير أن أدوات التواصل الاجتماعي أفرزت أنماطًا من الممارسات التسلطية، التي قد تكون مدمّرة للفرد، مؤكدة أن التابو لم يعد ذا معالم واضحة في الزمن الرقمي.
وأعربت عن ميلها إلى مصطلح كتابة الذات بدلًا من السيرة الذاتية، وأن معظم كتّاب هذا اللون الأدبي يمارسون قدرًا من المراوغة، وهي ممارسة متجذّرة في الثقافة العربية، تمنح الكاتب قدرة على التطويع والمناورة الفنية في التعبير عن ذاته.
ولفتت قنديل إلى أن الشجاعة شرط أساسي في كتابة الذات، مؤكدة أن تعرية الذات تقود بالضرورة إلى تعرية الآخر، وأن الكاتب مطالب بامتلاك جرأة أخلاقية وفنية لخوض هذا المسار الإبداعي المعقّد.
ويستقبل معرض جدة للكتاب 2025 زوّاره يوميًا من الساعة 12 ظهرًا حتى 12 ليلًا، عدا يوم الجمعة، فيبدأ الحضور من الـ2 ظهرًا ويستمر حتى منتصف الليل، في محفل ثقافي ثري بالندوات والأمسيات والفعاليات المتنوعة.