جيدا منصور.. "نوسة" لصّة بملامح بريئة تكسب تعاطف الجمهور في "لا ترد ولا تستبدل"

لفتت الممثلة الصاعدة جيدا منصور الأنظار بقوة من خلال مشاركتها في مسلسل «لا ترد ولا تستبدل»، حيث تقدم شخصية مختلفة ومركبة تحمل الكثير من التناقضات، جعلت الجمهور يقف أمامها ما بين التعاطف والرفض. 

تجسد جيدا شخصية «نسمة» الشهيرة بـ«نوسة»، الفتاة الشقية المرحة، صاحبة الحضور الخفيف والملامح البريئة التي تخفي وراءها مهارة استثنائية في النشل والسرقة.
تنجح «نوسة» في كسب ود المشاهد منذ ظهورها الأول، بخفة ظلها وحركاتها السريعة وتعليقاتها العفوية، قبل أن يتفاجأ الجمهور بكونها محترفة سرقة تعتمد على الذكاء والسرعة أكثر من القوة. ورغم أن أفعالها مرفوضة أخلاقيًا، فإن طريقة تقديم الشخصية تجعل المشاهد متفهمًا لدوافعها، بل ومتورطًا عاطفيًا معها في كثير من الأحيان.
تبدأ مغامرات «نوسة» بسرقة بدجات السيارات، في إطار أقرب إلى اللعب والمغامرة، ثم تتطور تدريجيًا لتدخل عالمًا أكثر خطورة وتعقيدًا، يشمل سرقة الأجهزة الإلكترونية واللابتوبات. هذا التصاعد الدرامي يمنح الشخصية عمقًا أكبر، ويكشف عن جانب آخر من حياتها، حيث تتحول السرقة من مجرد حيلة للعيش إلى أسلوب حياة محفوف بالمخاطر.
ويشارك «نوسة» في عمليات النصب صديقها محمود، الشهير بـ«بعوضة»، الذي يجسده الفنان حسن مالك، حيث يشكلان معًا ثنائيًا لافتًا، يجمع بين الخفة والدهاء. ولا تقتصر علاقتهما على السرقة فقط، بل تمتد إلى مشاركة لعبة الباتيناج كوسيلة للتسلية والتنقل، في مشاهد تضيف طاقة شبابية وحيوية على الأحداث. ومع تطور الحلقات، يظل السؤال مطروحًا: هل ستظل علاقتهما قائمة على المصلحة فقط، أم ستتخذ منحى عاطفيًا أكثر تعقيدًا؟
شخصية «نوسة» تفتح باب التساؤلات حول المصير المنتظر لها؛ فهل تنجح في الإفلات من العقاب، أم أن ماضيها سيلاحقها ويفضح ملامحها البريئة؟ هذا الصراع الداخلي والخارجي يمنح الدور مساحة إنسانية واضحة، استطاعت جيدا منصور أن تقدمها بأداء متوازن ولافت.
ويُعد مسلسل «لا ترد ولا تستبدل» عملًا دراميًا اجتماعيًا يسلط الضوء على قضايا شائكة، من بينها تجارة الأعضاء وتأثير المخدرات على الشباب، في إطار إنساني مشوق.

 يشارك في بطولته نخبة من النجوم، من بينهم أحمد السعدني، دينا الشربيني، حسن مالك، فدوى عابد، صدقي صخر، وحنان سليمان.

 المسلسل من إخراج مريم أبو عوف، وتأليف دينا نجم وسمر عبد الناصر، ويواصل جذب اهتمام الجمهور لما يقدمه من شخصيات قريبة من الواقع ومعالجة جريئة لقضايا المجتمع.