الذكاء الاصطناعي جسر ثقة جديد بين لبنان و"مايكروسوفت"
في تطور يعد مؤشر مبكر على عودة الثقة الدولية بلبنان وقعت وزارة الدولة لشؤون التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي اتفاق جديد مع شركة مايكروسوفت يهدف إلى دعم الشركات الناشئة وتدريب الكوادر اللبنانية على تقنيات الذكاء الاصطناعي في خطوة قد تمهد لعودة مكاتب الشركة الرسمية إلى بيروت بعد سنوات من الغياب.
وجرى الإعلان عن الاتفاق عقب لقاء جمع رئيس الجمهورية جوزف عون في قصر بعبدا مع الوزير كمال شحادة ونعيم يزبك رئيس مايكروسوفت لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا حيث قدم الطرفان عرض حول خطة الوزارة الطموحة القائمة على الابتكار الرقمي كأداة لإعادة ربط لبنان بالمنظومة التكنولوجية العالمية.
وقال يزبك إن الشراكة "ليست مجرد تعاون تقني" بل "اعتراف بقدرة لبنان على استعادة مكانته كحاضنة للعقول والمبتكرين" مشدد على أن الدعم سيشمل كل من القطاعين العام والخاص مع تركيز خاص على تمكين رواد الأعمال الشباب.
من جهته أكد شحادة أن الهدف الأبعد يتجاوز التدريب أو البنية التحتية ليصل إلى إعادة بناء الثقة مع الشركات العالمية التي ابتعدت عن السوق اللبنانية خلال السنوات الماضية وأضاف أن خطة الوزارة تسعى إلى جعل الذكاء الاصطناعي محرك للشفافية، الكفاءة، وفرص العمل، لا مجرد موضة تقنية عابرة.
ويأتي هذا التقارب في وقتٍ يبحث فيه لبنان عن مخارج غير تقليدية للأزمة الاقتصادية حيث يرى مراقبون أن التحول الرقمي قد يكون أحد أسرع الطرق لاستقطاب الاستثمار دون الحاجة إلى رؤوس أموال ضخمة بل عبر رأسمال بشري ذكي وبيئة تشريعية مرنة.
وإذا ما ترجمت نوايا مايكروسوفت على أرض الواقع بإعادة فتح مكتبها في بيروت فسيكون ذلك أول إشارة قوية من شركة تكنولوجية كبرى منذ عقد بأن لبنان لا يزال قادر على أن يكون جزءًا من مستقبل لا يرحم سوى من يغيبون عنه.