من وراء إطلالات نانسي عجرم في احدث جلسة تصوير لها؟
في كل مرة تطلّ فيها نانسي عجرم على جمهورها عبر جلسة تصوير جديدة، تعيد التأكيد على مكانتها كواحدة من أكثر النجمات العربيات قدرة على ملامسة الذوق الرفيع دون مبالغة. وفي أحدث افتتاحية لها مع مجلة «فوغ العربية»، اختارت نانسي أن تُقدّم أناقتها في إطار لبناني استثنائي، إذ التُقطت الصور في فندق «سوفار غراند» الشهير، ذلك المكان الذي يحمل ذاكرة بصرية وتاريخاً معمارياً يختصر زمن لبنان الجميل قبل أن تتركه الحروب لسنوات طويلة.
اللافت في هذا الظهور أنّ الافتتاحية جاءت “هادئة” بمعناها الأكثر ذكاءً: أناقة مُخفّفة من الضجيج، تعتمد على التفاصيل، وعلى حضور نانسي الطبيعي الذي لا يحتاج إلى صخب كي يلفت الأنظار. بين جدران الفندق وإضاءته التي تحمل طابعاً سينمائياً، تنقلت نانسي بإطلالات مختارة بعناية من أسماء كبرى: لويس فويتون بلمساته العصرية التي تجمع بين الحِرفية والابتكار، وإيلي صعب الذي يترجم الفخامة الشرقية برؤية عالمية، وميزون مارجيلا بطابعه المفاهيمي الذي يرفع الموضة إلى مستوى الفن، إلى جانب جوتشي بما يحمله من روح جريئة ومرحة قادرة على تحويل أي لقطة إلى بيان أسلوبي.
هذا التنوع في العلامات العالمية لم يأتِ كاستعراض أسماء، بل كحكاية واحدة تُروى عبر أكثر من لغة تصميم: من القصّات المصقولة إلى الخامات الغنية، ومن البساطة المحسوبة إلى التفاصيل اللافتة التي تلتقطها الكاميرا من دون أن تُفسد صفاء المشهد. وفي كل إطلالة، بدت نانسي “Effortlessly chic” كما وصفتها الافتتاحية: أنيقة بلا مجهود ظاهر، ومضيئة من الداخل قبل الخارج.
وختاماً، تبدو هذه الجلسة التصويرية أكثر من مجرد صور لمجلة؛ إنها رسالة عن لبنان كمنصة جمال، وعن الموضة كوسيلة لاستعادة الذاكرة بصيغة حديثة. وبين فخامة الأزياء وأيقونية المكان، تؤكد نانسي عجرم مجدداً أن الرقي ليس في كثرة التفاصيل، بل في حسن اختيارها… وفي القدرة على جعل البساطة حدثاً يستحق التوقف عنده.



