في يوم ميلاده.. عادل إمام من الفتى المشاغب إلى أسطورة الشاشة

يصادف اليوم، 17 مايو، ذكرى ميلاد النجم الكبير عادل إمام، أحد أعمدة الفن العربي وأشهر من وقف على خشبة المسرح أمام الكاميرا في مصر والشرق الأوسط.
يبلغ "الزعيم" عامه ال85، تاركًا وراءه مسيرة فنية استثنائية امتدت لأكثر من ستة عقود، جسّد خلالها مئات الشخصيات التي جمعت بين الضحك والتفكير، وبين النقد الاجتماعي العميق والإبداع الفني النادر.

ولد عادل إمام في حي السيدة عائشة بالقاهرة عام 1940، ونشأ في أسرة متوسطة.
التحق بكلية الزراعة في جامعة القاهرة، وهناك بدأت ملامح موهبته الفنية بالظهور من خلال المسرح الجامعي، لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، لكنه تمسّك بشغفه بالفن حتى ظهر لأول مرة في أدوار صغيرة على المسرح، ثم في السينما مع مطلع الستينيات.
كان أول ظهور فعلي له في فيلم "أنا وهو وهي" عام 1964، لكنه نال شهرته الواسعة من خلال مسرحية "مدرسة المشاغبين" التي قُدمت عام 1973، حيث قدّم شخصية الطالب المشاغب "بهجت الأباصيري"، والتي أصبحت أيقونة في المسرح العربي.

خلال السبعينيات والثمانينيات، تحول عادل إمام إلى نجم الشباك الأول في السينما المصرية، واستمر على القمة لأكثر من ثلاثة عقود، ما ميّزه عن غيره من النجوم هو قدرته على مزج الكوميديا بالهمّ الاجتماعي والسياسي، فكان يضحك الجمهور وفي الوقت ذاته يطرح قضايا الفقر، التعليم، الإرهاب، الفساد، وقمع الحريات.
من أبرز أفلامه خلال هذه الفترة: "رجب فوق صفيح ساخن"، "المشبوه"، "كراكون في الشارع"، "الإرهابي"، "الإرهاب والكباب"، "طيور الظلام"، "عمارة يعقوبيان"، وغيرها من الأعمال التي لاقت نجاحًا جماهيريًا ونقديًا كبيرًا.

المسرح... حيث وُلد الزعيم
رغم سطوع نجمه في السينما، ظل المسرح هو بيته الأول، قدّم مسرحيات ناجحة ما زالت تُعرض حتى اليوم، منها "شاهد ماشفش حاجة"، "الواد سيد الشغال"، "الزعيم"، "بودي جارد"، وهي المسرحية التي استمر عرضها لأكثر من 10 سنوات، في رقم قياسي غير مسبوق.

مع مطلع الألفية الجديدة، انتقل عادل إمام إلى الشاشة الصغيرة عبر عدد من المسلسلات الناجحة، منها: "فرقة ناجي عطا الله"، "العراف"، "صاحب السعادة"، "عوالم خفية"، "أستاذ ورئيس قسم"، وقد نال من خلالها إعجاب فئات جديدة من الجمهور، وواصل تأثيره رغم التقدّم في العمر.

يعرف النجم عادل إمام بشخصيته المتواضعة وروحه المرحة، ارتبط بعائلته بشدة، ولا سيما أبنائه، المخرج رامي إمام والممثل محمد إمام، اللذين سارا على دربه الفني، كما يُعرف عنه مواقفه الإنسانية.
في ذكرى ميلاده الـ84، لا يمكن اعتبار عادل إمام مجرد ممثل، بل هو حالة فنية وإنسانية نادرة، أثّرت في وجدان الشعوب، وواكبت تحولات المجتمع المصري والعربي، لا يزال الجمهور يردد عباراته الشهيرة، ويضحك من قلبه على مشاهده، ويبكي في لحظات صدقه وعمقه.