شاهد.. فيديو مزاح روبرت دي نيرو مع المخرج سكورسيزي الذي حصد 199 مليون مشاهدة في يوم

أسطورتان في مجاليهما، وينظر إليهما غالب الوقت بعين التقدير والاحترام ليس فقط لتقدمهم في السن، ولكن لأن ما أنجزاه في السينما على مدار عقود طويلة، لا يمكن تجاهله أو التقليل منه، ولكن في ليلة وضحاها كسر الثنائي الصورة النمطية عنهما بنشرهما مقطعا عفويا جدا يكشف جانب خفي عند الاثنان .
روبرت دي نيرو كان يجلس مستريحا في فيديو جمعه بصديقه المخرج مارتن سكورسيزي وقررا أن يشاركا في الترند الشائع الذي يقوم خلاله الرجال بالاتصال بأصدقائهم عشوائياً لمجرد قول "تصبح على خير".
وعلى الرغم من أن هذا الترند يلقى رواجاً بين المستخدمين الشباب على موقع تيك توك، فإن ظهور أسطورتين من عالم السينما، مثل دي نيرو ومارتن سكورسيزي، في هذه اللحظة، أثار تفاعلاً واسعاً، هذا التفاعل حصد 199 مليون مشاهدة على الفيديو ما بين منصات مختلفة تناقلته، بحسب صفحة من صفحات محبي دي نيرو، قاموا بتجميع أرقام المشاهدات لاحقا.
يبدأ الفيديو باتصال هاتفي من دي نيرو، ليرد عليه سكورسيزي، قائلاً: "مرحباً"، فيجيبه دي نيرو ببساطة: "اتصلت لأقول تصبح على خير"، ويرد سكورسيزي، وقد بدا عليه بعض الارتباك: "حسناً"، فيتابع دي نيرو قائلاً: "نم هانئاً"، ويقولها بجديته المعهودة التي تميز أداءه.
ثم يقترح مكالمة عبر الفيديو قائلاً: "سأجري مكالمة فيديو، هل ترغب في ذلك؟"، فيرد سكورسيزي بضحكة متوترة: "نعم، بالتأكيد".
وعندما تبدأ مكالمة الفيديو، يحييه سكورسيزي مجدداً بقوله: "مرحباً"، ويسأله: "ما الذي تفعله؟"، فيُريه دي نيرو شاشة التلفزيون قائلاً: "أشاهد هذا"، ويقلب الكاميرا ليكشف أنه يشاهد برنامج الأطفال "ذا ويجلز"،، فيبتسم سكورسيزي قائلاً: "رائع، هذا جيد جداً". ثم يقول دي نيرو إنه سيلتقيه في الغد، ويتفقان على الموعد: "نعم، أراك في حدود الساعة السادسة والربع تقريباً".
وقبل إنهاء المكالمة، يختم دي نيرو حديثه بعبارة لطيفة: "نم جيداً، عزيزي"، ويبعث له بقبلة، فيرد عليه سكورسيزي قائلاً: "شكراً، يا حبيبي، وداعاً"، ويضحك قبل أن يُنهي الاتصال.
ظهر سكورسيزي متوتراً، بينما حافظ دي نيرو على جديته المعهودة، كأنهما يؤديان مشهداً كوميدياً.
ولكن بعد انتهاء المكالمة، أعاد سكورسيزي تمثيل ما جرى أمام من كان يصوره، مقلداً دي نيرو وهو يتصل مراراً قبل أن يُجيب عليه أخيراً: "يتصل أربع مرات، ثم ترد عليه، فتدرك أنه هو، فيقول: "كيف حالك؟ أراك غداً، صحيح؟"، ويضحك أثناء ذلك. فيشرح له الشخص خلف الكاميرا أن ما حدث هو جزء من ترند رائج على "تيك توك"، ما أثار دهشة المخرج.
تاريخ من الود
العلاقة بين روبرت دي نيرو ومارتن سكورسيزي تتجاوز حدود التعاون المهني، فهي صداقة متينة امتدت عقوداً، حيث تعرف الاثنان إلى بعضهما في سن المراهقة بمدينة نيويورك، غير أن الروابط الحقيقية بدأت حين شاهد دي نيرو فيلم سكورسيزي "Who's That Knocking at My Door"، فاختاره لاحقاً لبطولة فيلم "Mean Streets" عام 1973، ليشكل ذلك انطلاقة سلسلة من التحف السينمائية جمعتهما مثل "Taxi Driver"، و"Raging Bull"، و"Goodfellas"، و"Casino"، و"The Irishman".
وقد عبر كلاهما مراراً عن تقديره العميق للآخر، فدي نيرو أشاد بالحرية التي يمنحه إياها سكورسيزي في تجسيد الشخصيات، بينما أثنى سكورسيزي على التزام دي نيرو، وعمق بحثه، وشغفه بكل دور يؤديه.
و كبرا الثنائي معاً فنياً وإنسانياً، وتعززت صداقتهما مع مرور الوقت، لتصبح علاقة تتجاوز أضواء الشهرة، كما ظهر جلياً في هذا المقطع العفوي والمفعم بالدفء.
ذكرى كازينو
وكان آخر حدث يجمع هذا الثنائي المحبب خلال فعاليات مهرجان تريبيكا السينمائي لهذا العام، حيث شهد المهرجان النيويوركي السنوي، الذي يُحيي ذكرى صناعة السينما، عرضًا خاصًا لفيلم "كازينو"، تزامنًا مع الذكرى الثلاثين لعرضه.
كازينو هو فيلم درامي جمع سكورسيزي، مع روبرت دي نيرو، وشارون ستون، ورغم أن هذا الفيلم الملحمي الضخم عُرض لأول مرة في نيويورك في نوفمبر 1995، إلا أن مواضيعه، التي تتمحور حول السلطة والمال والجشع والأنا، تتردد في أذهاننا المعاصرة أكثر من أي وقت مضى.
فيلم "كازينو" مُقتبس من رواية نيكولاس بيليجي، ومُستوحى من الأحداث الحقيقية لفرانك "ليفتي" روزنتال، الوافد من شيكاغو، وُلد في أوقات فريدة من نوعها في مسيرة سكورسيزي السينمائية.