في ظل تخوفات وانتقادات .. السر وراء رفض الأمير هاري التخلي عن ألقاب أولاده الملكية

منذ زواج الأمير هاري وانفصاله التدريجي عن العائلة المالكة في بريطانيا، وهو يثير الجدال حول اختياراته وما يعقبها من نتائج غير متوقعة.
ومع انتقاله إلى العيش في الولايات المتحدة الأمريكية التي توصف بأنها "أرض الحرية"، وهو يمارس هذه الحرية بإفراط، محررا نفسه من قيود الخدمة العامة والواجب تجاه التاج، ومتجها نحو حياة غير مقيدة، ومليئة بالمشاريع الخاصة.
واليوم وبعد مرور خمس سنوات، يبدو أن التغيير ليس من الأشياء التي يندم عليها الثنائي هاري وميجان، ولكن مع تأثرهم الكبير بأميركا وصبغة الحياة فيها التي صارت تميز اختياراتهم، والقلق يزداد حول مصير الأبناء الذين منحتهم الملكة من عامين ألقاب ملكية بشكل استثنائي.
آرتشي وليليبت هما اكبر أطفال هاري وميجان، اللذان قال هاري في حديث صحفي له انه لا يريد ان يحرمهما من صلتهم بالعائلة الملكية وخيار تلقيهم الدعم منها.
الأمير آرتشي هاريسون ماونتباتن-وندسور ولد في المملكة المتحدة في 6 مايو 2018، ولكنه أمضى معظم حياته في كاليفورنيا. أما شقيقته الصغرى، الأميرة ليليبت ديانا ، المولودة في كاليفورنيا في 4 يونيو 2021، فقد أمضت حياتها كلها في الولاية الذهبية.
يعيشون حاليا في قصر مونتيسيتو الذي يقدر بقيمة 11 مليون جنيه إسترليني، ومجهز بحوض سباحة ضخم في تناقض صارخ مع والدهما الأمير هاري الذي نشأ في قصر كنسينغتون بلندن.
هذا التحرر الذي اصبح سمة في شكل حياة الأمير هاري وأسرته الصغيرة، يأتي في خلفيته عشرات الاسئلة التي تطرحها الصحف الإنجليزية كل أسبوع حول مصير الألقاب الملكية لأبنائه، خاصة مع إفصاح زوجته ميجان عن قلقها تجاه تأخر جوازات سفر الطفلين الذين لم يتم تسليمها اياهم من عامين !
قلق ميجان، بالتأكيد أثر على الأمير هاري الذي بدوره كشف لاحقا عن عدم رغبته في التحكم في مصير أبناءه حتى يصلا سن البلوغ على اقل تقدير. حتى يستطيع كل منهما اختيار ما إذا كان يريد خدمة التاج والعودة للحياة في المملكة او الاستمرار في انفصاله عن الواجبات الملكية.
حياة طبيعية
ميجان التي تحمل لقب دوقة ساكس، كانت قد اجرت لقاء من وقت قريب لصحيفة "القول الفصل" وقالت ان هجرتهما إلى امريكا كان اهم هدف منها هو تقديم حياة أكثر طبيعية لأرتشي وليليبيت، خاصة أنها كانت ستواجه "مشكلة" في إحضار الأطفال من المدرسة وإعادتهم إليها مع وجود تتبع صحفي مكون من 40 شخصًا يلتقطون الصور لها مع كل مرة تخرج فيها من المنزل ! ولكن مع نمو الأطفال وممارسة حياتهم اليومية في العلن، سيزداد صعوبة حماية خصوصيتهم. وخلافًا للأطفال الملكيين التقليديين، الذين كانت حياتهم بمثابة مدرسة تدريب على تدخل الصحافة منذ ولادتهم، هل سيكون آرتشي وليليبت، اللذان حظيا حتى الآن بالدلال، مؤهلين للتعامل مع الاهتمام المتواصل؟
هذه التساؤلات وأكثر لا تزل مطروحة امام الوالدين، خاصة في ظل تواجد كثير من الأصوات الرافضة لاستمرار حمل الطفلين لألقاب ملكية مع استمرارهم في العيش في اميركا.
وفي تحقيق صحفي نشرته صحيفة "الشمس" البريطانية، انتقدت المراقِبة الملكية جيني بوند هذا الأمر، لافتة إلى أن تمسك هاري وميجان بالألقاب لطفليهما رغم انتقاداتهما المتكررة للنظام الملكي "ليس منطقياً".مضيفة أن "من الصعب تخيل طفلين نشآ في ثقافة أميركية يقرران لاحقاً العودة الى حياة ملكية لم يستمتع بها والدهما في الأصل".